
رام الله (الضفة الغربية) – رغم الدمار الكبير الذي شهده قطاع غزة والمعاناة التي يعيشها السكان يستمر الفلسطينيون في مساندة حركة حماس ودعم خيار الكفاح المسلح، في مقابل موقف سلبي من السلطة الفلسطينية التي يراهن عليها العرب والولايات المتحدة لإدارة القطاع في مرحلة ما بعد الحرب، وهو ما يثير التساؤل عن فرص نجاح أي هدنة مع إسرائيل إنْ تحققت.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأظهر استطلاع للرأي زيادة تأييد الفلسطينيين للكفاح المسلح باعتباره الوسيلة المثلى لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق هدف إقامة دولة لهم، كما أظهر أيضا زيادة تأييد حماس بصورة طفيفة في الأشهر الثلاثة الأخيرة.
ويمكن أن يقود المزاج الفلسطيني المساند للحرب إلى فتور في مساعي الوسطاء لإنهاء معاناة القطاع، كما أنه يمنح موقف إسرائيل المتشدد مبررا قويا لعدم الرهان على الحل التفاوضي والاستمرار في التصعيد العسكري. كذلك يقدم صورة سلبية عن السلطة الفلسطينية كطرف لا يحظى بشعبية وأنه ليس بوسعها أصلا أن تحكم القطاع، فضلا عن عدم قدرتها على توحيد الأراضي الفلسطينية تحت سلطتها.
المزاج الفلسطيني المساند لحماس يصيب مساعي الوسطاء بالفتور ويقوّي رهان إسرائيل على الحل العسكري
وأظهر الاستطلاع الذي أجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أن دعم الكفاح المسلح قفز ثماني نقاط مئوية إلى 54 في المئة ممن شاركوا في الاستطلاع بالضفة الغربية وقطاع غزة. وزاد دعم حماس ست نقاط مئوية إلى 40 في المئة. وحصلت حركة فتح، التي يتزعمها الرئيس محمود عباس، على دعم نسبته 20 في المئة.
وقال دافيد مينسر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية عقب سؤاله عن استطلاع الرأي الفلسطيني إنه “لا سبيل لدي لمعرفة ما إذا كان ذلك صحيحا أم لا. وللأسف يبدو صحيحا. أيّ نوع من القيادات لدى الفلسطينيين أدى بهم إلى هذه الحرب المتواصلة؟”.
وأضاف “بمجرد هزْم حماس، نريد بعد ذلك أن يدير قطاع غزة سكان غزة، لكن ليس سكان غزة الذين يستهدفون قتل اليهود”.
وأُجري استطلاع الرأي بعد مرور نحو ثمانية أشهر على اندلاع حرب غزة التي بدأت حينما اجتاح مقاتلو حماس تجمعات سكانية في إسرائيل التي تقول إنهم قتلوا 1200 شخص واحتجزوا 250 رهينة، وهو ما أدى إلى حرب غزة.
وتقول السلطات الصحية في غزة إن أكثر من 37 ألف فلسطيني قُتلوا نتيجة الهجوم المدمر الذي تشنه إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وخلص استطلاع الرأي أيضا إلى أن ثُلثي المشاركين يرون أن هجوم السابع من أكتوبر كان قرارا صائبا، في انخفاض بواقع أربع نقاط مئوية عن استطلاع الرأي السابق. وجاء التراجع من قطاع غزة حيث أجاب 57 في المئة من المشاركين بأن القرار كان صائبا.
وأظهر استطلاع الرأي أيضا أن نحو 80 في المئة من الفلسطينيين لهم قريب واحد على الأقل قُتل أو أُصيب في الحرب.
وقال وليد لداودة، مسؤول وحدة البحوث المسحية في المركز، إنه بعد “الزيادة في تأييد حماس وتأييد العمل المسلح، وإن كانت ليست زيادة كبيرة عن الاستطلاع السابق، يمكن القول إن هناك ثباتا وازديادا في تأييد العمل المسلح، وبالتالي تأييد حماس يرجع إلى السلوك الاحتلالي المفرط في القتل والتدمير”.
37 ألف فلسطيني قُتلوا نتيجة الهجوم المدمر الذي تشنه إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي
وأضاف أن استطلاع الرأي يعكس عدم الرضى عن السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس الذي طالما سعى إلى التفاوض على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل ويرفض الكفاح المسلح.
وتوقفت منذ سنوات عملية السلام التي كان الفلسطينيون يأملون في أن تؤدي إلى إقامة دولة في قطاع غزة والضفة الغربية تكون عاصمتها القدس الشرقية، بينما تتوسع إسرائيل في المستوطنات في الضفة الغربية وتعارض إقامة دولة فلسطينية.
ولطالما اختلف عباس مع حماس بشأن الإستراتيجية؛ فحماس ترى نهج عباس في محاولة التفاوض على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل نهجا فاشلا، وتدافع أيضا عن الكفاح المسلح.
وقال غسان الخطيب المحاضر في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية المحتلة “هذه الحرب، مثل الحروب السابقة، لها آثار متطرفة في كلا الطرفين”.
وأظهر استطلاع الرأي أن ما يزيد على 60 في المئة من المستطلعة آراؤهم يؤيدون حل السلطة الفلسطينية، ويريد 89 في المئة منهم استقالة عباس، صعودا من 84 في المئة قبل ثلاثة أشهر.
وانتزعت حماس السيطرة على قطاع غزة من السلطة الفلسطينية بقيادة عباس في 2007 بعد أن تغلبت على فتح قبل عام في الانتخابات التشريعية.
ومع إظهار استطلاعات الرأي أن حماس لديها تأييد أكبر من فتح، فإن مروان البرغوثي القيادي في فتح والمسجون هو الأكثر تفضيلا كخليفة لعباس، إذ يؤيده 39 في المئة من المستطلعة آراؤهم، ويأتي خلفه إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس بنسبة 23 في المئة.