تواصل لجنة اليقظة والتتبع المكلفة بإعادة الإعمار في إقليم الحوز جهودها المكثفة وتدخلاتها الميدانية في مختلف الجماعات الترابية المتضررة من آثار الزلزال، بهدف تنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل العام. يتم ذلك من خلال تقديم الدعم المباشر لإيواء السكان المتضررين وتأهيل البنيات التحتية المتضررة.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وقد حققت أشغال إعادة البناء وتأهيل المناطق المتضررة بالإقليم نسب إنجاز متقدمة بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها السلطات الإقليمية بالتنسيق مع جميع الشركاء والمصالح والقطاعات الحكومية المعنية. حيث عملت هذه السلطات بجدية ودينامية مستمرة، مما ساهم في تسريع عملية إعادة البناء والإعمار.
ولتسهيل عملية إعادة البناء، تم إجراء إحصاء دقيق للساكنة من قبل لجان مختلطة مختصة في إصدار قرارات الضرر، مما يحدد أحقية الاستفادة من الدعم المالي بناءً على معاينة ميدانية وتقنية للمباني، مع الالتزام بمبدأ الوضوح والشفافية.
وفي هذا الإطار، عاين فريق وكالة المغرب العربي للأنباء خلال زيارة ميدانية لدوار انمار التابع لجماعة تمصلوحت ودوار آيت مبارك التابع لجماعة دار الجامع بأمزميز، الجهود المبذولة في تنفيذ برنامج إعادة الإيواء وتأهيل البنيات التحتية. حيث تسلمت معظم الأسر منازلها في حالتها الجديدة واستأنفت أنشطتها الاعتيادية المعتمدة أساساً على الأنشطة الفلاحية.
وأكدت الأسر المعنية، في تصريحات للوكالة، أن المناطق المتضررة استعادت عافيتها بفضل العناية المستمرة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للساكنة المتضررة، مما يمنح سكان هذا الإقليم إمكانية السكن في ظروف لائقة تتماشى مع متطلبات الكرامة الإنسانية.
وأشار نور الدين آيت الحاج العباس، أحد القاطنين بدوار انمار والمستفيدين من الدعم المباشر لإعادة البناء، إلى أن عملية المواكبة من قبل السلطات الإقليمية والمحلية تمت في ظروف جيدة، حيث طغت الدينامية والجدية على الجهود المبذولة لتجاوز تبعات الزلزال وبدء مرحلة جديدة.
من جهته، أشاد محمد باهرور، أحد سكان جماعة دار الجامع (دوار آيت مبارك)، بانتظام عملية الدعم المباشر المقدمة للمتضررين من الزلزال، مؤكداً أن هذا الدعم ساعد المتضررين على استئناف حياتهم بشكل طبيعي بعد الزلزال وبدء أعمال البناء.
منذ اللحظات الأولى بعد الزلزال، تجندت السلطات الإقليمية ميدانياً لتنفيذ برنامج إعادة البناء والتأهيل العام للمناطق المتضررة. حيث أكد حسن لعبيدي عن لجنة اليقظة والتتبع، أن أوراش بناء وتأهيل المنازل المتضررة انتهت في ظرف قياسي على مستوى 9600 مسكن، ومن المتوقع أن تصل الحصيلة في أواخر شهر يناير الجاري إلى 12000 مسكن.
وأكد السيد لعبيدي، في تصريح مماثل، أن الأشغال ما تزال متواصلة على مستوى 11227 منزلاً، بينما بلغت الأشغال مراحلها الأخيرة فيما يقارب 3783، مع العلم أن عملية البناء لم تستوف سنتها الأولى بعد، إذ بدأت في شهر أبريل من سنة 2024.
من جانبه، أكد حسن إيغيغي، عن لجنة اليقظة والتتبع، أن عملية إعادة البناء لم تخل، في مراحلها الأولى، من بعض الإكراهات الموضوعية التي تم تجاوزها، والتي تمثلت في وجود مناطق عالية المخاطر تم تصنيفها من قبل المختبر العمومي للتجارب والدراسات كمناطق ممنوعة البناء أو مسموح فيها البناء بشروط صارمة.
ويتعلق الأمر أيضاً، حسب السيد إيغيغي، بتضاريس الإقليم التي تتميز بالطابع الجبلي ووعورة المسالك، بالإضافة إلى صعوبة وغلاء كلفة نقل مواد البناء وقلة اليد العاملة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بناء 26228 منزلاً يتطلب 4 عمال لكل منزل، بما مجموعه 104000 عامل، وهو عدد غير متوفر بالإقليم.
وموازاة مع هذا العمل الدؤوب في إطار عملية الإعمار وإعادة البناء التي تسير بوتيرة جد مهمة، شهد إقليم الحوز مجموعة من المشاريع التنموية التي ساهمت بشكل إيجابي في تجاوز تبعات وآثار الزلزال.