“مفاتيح القدس ستصل إليكم”.. هكذا يولّد القيادي الشهيد في كتائب القسام محمد شاهين الأمل في قلوب إخوانه المجاهدين بالنصر الوشيك واستلام مفاتيح القدس، قبل أن تستهدفه يد الغدر الصهيونية، ليحظى بإحدى الحسنيين التي كان يتمنى الحصول عليها، وهي الشهادة في سبيل الله.
هذا ما يشدد عليه الشهيد القاسمي شاهين في حديثه المتداول، حيث يؤكد أن النصر واستلام مفاتيح القدس واقع قريب سيتحقق، “وما ذلك على الله بعزيز”. تعكس هذه الكلمات المسار الذي اختارته المقاومة نحو تحرير المسجد الأقصى من الاحتلال.
نعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وجناحها العسكري كتائب القسام القائد القسامي محمد إبراهيم شاهين المعروف بـ “أبو البراء”، الذي استشهد اليوم الاثنين جراء عملية اغتيال قامت بها إسرائيل بواسطة طائرة مسيرة في مدينة صيدا جنوب لبنان. وأعلنت كتائب القسام في بيان لها أنها “تزف شهيدها البطل أبو البراء”، موضحة أنها تتذكر دوره الرائد وإسهاماته المميزة في مسيرة الجهاد والمقاومة ضد العدو الصهيوني، بدءاً من انتفاضة الأقصى وصولاً إلى معركة طوفان الأقصى.
أشارت التقارير إلى أن محمد شاهين، الذي ينتمي إلى بلدة الفالوجة الفلسطينية المحتلة، قد تولى “عدة مناصب جهادية بارزة، وانتهى جهاده بالاتحاد مع شقيقه الشهيد المهندس القسامي حمزة شاهين، ومع إخوانه الشهداء الأطهار الذين سبقوه.” ويُعتبر محمد شاهين مسؤولًا عسكريًا في فرع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في لبنان، حيث كان يتولى مسؤولية توجيه العمليات في الضفة الغربية، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية. وكان معروفا بقربه من القيادي في الحركة صالح العاروري، الذي شغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي منذ عام 2017، وتم اغتياله من قبل إسرائيل في بداية عام 2024. وتفيد التقارير الإسرائيلية أن شاهين كان يشرف على عملية التنسيق والتواصل مع حزب الله اللبناني، وكان “جزءًا من التخطيط لعمليات فدائية في الضفة الغربية بالتعاون مع العاروري وزكي شاهين.”
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن محمد شاهين، الذي كان مسؤولاً عن “قسم عمليات حماس في لبنان”، هو من قام بالتخطيط للهجمات على أهداف إسرائيلية في الخارج. وُلِد شاهين المعروف بلقب أبو عماد في مخيم البقعة في الأردن لعائلة فلسطينية من قطاع غزة، وهو حاصل على الجنسية الأردنية. كما أفادت شبكة القدس الإخبارية أن شقيقه حمزة تم اغتياله قبل سنوات في انفجار استهدف مخيم البرج الشمالي في جنوبي لبنان.
في يوم الاثنين 17 فبراير/شباط 2025، تم اغتيال شاهين بواسطة طائرة مسيرة إسرائيلية في مدينة صيدا، وذلك قبيل انتهاء المهلة الممنوحة للقوات الإسرائيلية للانسحاب من الجنوب في 18 من الشهر ذاته. وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو غادر جلسة محاكمته لمدة 20 دقيقة للموافقة على عملية الاغتيال، وأوقف شهادته بهدف إجراء مشاورة أمنية عاجلة مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن “يد الغدر الصهيونية التي تمددت إلى ساحات الشتات لن تتمكن من كسر إرادة المقاومة”. وأوضحت حماس أن شاهين وعائلته كانوا مثالًا للتضحية والفداء، وأنه كان أحد الرجال الذين قضوا حياتهم في خدمة مشروع المقاومة وعملوا على تعزيز قوتها استعدادًا لمواجهة العدو الصهيوني حتى تحرير الأرض والمقدسات.
أكدت حماس أن “الكيان الصهيوني، الذي يستمر في تنفيذ سياسات الاغتيالات الحقيرة ضد قادة وأبطال المقاومة، يتحمل المسؤولية الكاملة عن نتائج جرائمه، وسيدفع ثمنها غالياً”. ونعى النشطاء الشهيد محمد شاهين عبر منصات التواصل الاجتماعي، مشيدين بدوره في العمل الجهادي من أجل تحرير القدس وبالتضحيات التي قدمها، وكذلك شقيقه الشهيد القائد حمزة شاهين. ووصف الشهيد القائد أبو عماد رحمه الله بقوله: “لقد جاهدوا ليعيش الآخرون وينتصروا، حتى أن فكرة حصاد ثمار جهادهم لم تكن حاضرة في نفوسهم وأدبياتهم، فقد كان همهم الأكبر هو سد الثغر والقيام بالواجب!”