أبرز السيد سعيد شبار، أستاذ التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، ضرورة التمسك بالكليات الدينية الموحدة وتجاوز الجزئيات الخلافية، وذلك خلال مداخلة له في مؤتمر الحوار الإسلامي – الإسلامي الذي انطلقت فعالياته اليوم في المنامة. وأكد شبار أن العديد من مشاكل الدين السائدة حالياً والصراعات بين المسلمين وغيرهم تعود إلى تراجع الأصول والكليات الناظمة لصالح التركيز على الفروع والجزئيات التي تثير الخلاف.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأشار إلى أن الدين هو بناء متماسك يعتمد على أصول وكليات تشكل أعمدته، في حين أن الفروع يجب أن تكون خادمة لهذه الأصول. واعتبر أن الجوامع المشتركة بين المذاهب الإسلامية تكمن في تلك الأصول، وإذا لم تكن موجودة، كنا سنشهد تنوعاً مذهبيّاً كبيراً. وأضاف أن الانزياحات التي حدثت في فهم الدين أدت إلى تراجع الأصول والكليات وظهور جزئيات مثيرة للجدل، مما ساهم في شيوع النزاع بين المسلمين.
ودعا شبار العلماء إلى إعادة الاعتبار للأصول الكلية كقيم وأحكام جامعة، مشدداً على أهمية وعي العلماء بدورهم في بناء الأمة وضمان وحدتها ورعاية مصالحها العامة. يشارك في المؤتمر أكثر من 400 شخصية من العلماء والقيادات والمفكرين من أكثر من 66 دولة، بما في ذلك المغرب.
ويعتبر هذا المؤتمر، المنظم من قبل المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في البحرين والأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين تحت شعار “أمة واحدة ومصير مشترك”، مبادرة فريدة تهدف إلى تعزيز الحوار البناء لتحقيق التفاهم والتعاون بين البلدان الإسلامية. يسعى المؤتمر أيضاً إلى تعزيز دور العلماء في رأب الصدع بين المذاهب المختلفة، ومحاربة خطاب الكراهية وزيادة التفاهم والاحترام المتبادل.
يشتمل برنامج المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين على سلسلة من النقاشات والندوات والجلسات الفكرية ذات الهدف المتمثل في إيجاد تصورات وتوصيات للتصدي للتطرف والانغلاق، والمساهمة في نشر قيم التسامح والتعايش بين شعوب البلدان الإسلامية.