نجح فريق طبي-جراحي في المستشفى العسكري محمد الخامس بالرباط في إجراء أول عملية زراعة لجهاز مساعد للقلب والشرايين لمريض يبلغ من العمر 39 عامًا، كان يعاني من قصور مزمن في عضلة القلب في مرحلة متقدمة. تُعتبر هذه العملية جزءًا من المساعدة الميكانيكية للدورة الدموية، المعروفة بجهاز مساعدة البطين الأيسر (Left Ventricular Assist Device)، حيث تتم جراحياً من خلال فتح القلب لتثبيت مضخة ميكانيكية في البطين الأيسر، التي تسحب الدم وتدفعه نحو الصمام الأبهري. هذا الجهاز يتم توصيله بكابل يتصل بوحدة تحكم خارجية تعمل على بطاريتين قابلتين للشحن.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!تعد هذه التقنية ثورية ومعتمدة في العديد من الدول، كبديل نادر للزراعة القلبية في العديد من دول العالم. كان المريض، الذي وصل إلى مرحلة متقدمة من فشل القلب المزمن، يجد صعوبة في القيام بأنشطته اليومية، مما استدعى علاجات متكررة لتحسين حالته.
أوضح الدكتور يونس متقي الله، رئيس مصلحة جراحة القلب والشرايين، أن هذه العملية تتماشى مع رؤية الملك محمد السادس، الذي يولي أهمية كبيرة لتوفير أفضل العلاجات للمواطنين المغاربة باستخدام أحدث التقنيات الطبية. فريق طبي متعدد التخصصات أجرى هذه العملية، والتي تعد الأولى من نوعها في المغرب، ونجح المريض في التعافي بعد شهر من التدخل الجراحي وبدأ برنامج إعادة التأهيل.
وأشار الأطباء إلى أن هذه الخطوة تمثل بداية لتوفير هذا النوع من العلاج لمزيد من المرضى في المغرب، حيث تتوفر الكفاءات اللازمة لإجراء عمليات الزراعة وفقاً لأعلى المعايير العالمية. كما أعرب الفريق الطبي عن فخرهم بهذا الإنجاز وأكدوا على التعقيد والدقة التي تتطلبها مثل هذه العملية، والتي تحتاج إلى تخدير عميق ورعاية صحية دقيقة.
يتطلب جهاز مساعدة البطين الأيسر تقييمًا طبيًا دقيقًا قبل الجراحة، بما في ذلك تخطيط صدى القلب لفحص أداء البطينين، وكذلك قسطرة قلبية لتحديد ضغط الدم الرئوي. بعد العملية، يحتاج المريض إلى جلسات إعادة تأهيل دوريّة وفحوصات طبية مستمرة.
أبدى العريف أول محمد زوركان، الذي خضع للعملية، شكره للملك محمد السادس ولفريق العمل الطبي على جهودهم. بفضل هذه الخطوة، انضم المغرب إلى قائمة الدول التي تمتلك التخصصات اللازمة لعلاج وتقديم المتابعة للمرضى الذين أجروا زراعة جهاز مساعدة البطين الأيسر.