مرة أخرى، يظهر هشام جيراندو بأكاذيبه المعتادة، محاولاً تشويه الحقائق وإرباك الرأي العام بمزاعم لا أساس لها من الصحة، سوى خياله المريض ورغبته الدائمة في إثارة الفتنة والبلبلة. آخر تصرفاته الغريبة تمحورت حول ادعاءات تتعلق بالعقار الذي شيد عليه مقر المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني (DGST) في الدار البيضاء، حيث زعم وجود تجاوزات أو تلاعبات بخصوص ملكية الأرض. لكن الحقيقة الواضحة، التي ترد على ادعاءاته، تؤكد أن هذا العقار هو ملك للدولة، كما تثبته الوثائق الرسمية ومحضر التخصيص المرفق، مما يدحض تمامًا افتراءاته.
وفي إطار دحض أكاذيبه، وجهت المديرية الجهوية لـ DGST في الدار البيضاء دعوة مفتوحة لهشام جيراندو لزيارة المقر والاطلاع على جميع تفاصيله، بل وحتى التنقل في جميع أركانه، ليشهد بنفسه الحقيقة التي يسعى لطمسها.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يمتلك جيراندو الشجاعة لقبول هذه الدعوة؟ هل يمكنه مواجهة الواقع الذي يناقض مزاعمه؟ أم سيظل مختبئًا خلف شاشاته، يروج لأكاذيب لا يصدقها حتى هو؟ الجواب معروف مسبقًا، فالدجالون دائمًا ما يهربون عندما يُطلب منهم الإثبات.
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها هشام جيراندو استغلال الفتنة، فأسلوبه معروف ومكشوف: تحريف الوقائع، تضليل الرأي العام، والتحريض على النزعة الجهوية، وكأن الريف كيان منفصل عن المغرب! لكن ينبغي أن يكون واضحًا أن المغرب والريف كانا وسيظلان جسدًا واحدًا، ولا يمكن لأمثاله أن يزرعوا بينهما الشقاق. تاريخ الريف هو جزء لا يتجزأ من تاريخ الوطن، وأبناء الريف كانوا دوماً في مقدمة المدافعين عن وحدة البلاد، ولا يحتاجون إلى دروس من شخص معروف بماضيه الحافل بالادعاءات الكاذبة والنصب والاحتيال والابتزاز. إذا كان هشام جيراندو يعتقد أن استراتيجيته في التضليل ستنطلي على المغاربة، فهو مخطئ. المعطيات واضحة، والوثائق الرسمية تفند مزاعمه، والدعوة مفتوحة له إن كان يملك الجرأة لمواجهة الواقع.