انطلقت، أمس الجمعة في الدار البيضاء، أعمال الدورة الثانية من المؤتمر الأفريقي للمحاكاة في العلوم والصحة (SIM Africa 2025)، إلى جانب الدورة الأولى من المؤتمر الأفريقي حول البيداغوجيا في العلوم الصحية، تحت شعار “بيداغوجيا مبتكرة في العلوم والصحة: إفريقيا في عصر المحاكاة والروبوتات والذكاء الاصطناعي”.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!يجمع الحدثان، المنظمان على مدى ثلاثة أيام من طرف مركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة وجامعة محمد السادس للعلوم والصحة بالتعاون مع مركز محمد السادس للبيداغوجيا التطبيقية في علوم الصحة، مجموعة من الباحثين والخبراء من مجالات التربية والعلوم الصحية، حيث يهدفون إلى تسليط الضوء على الابتكارات البيداغوجية ومقاربات التعلم الحديثة من خلال استخدام آليات متقدمة مثل المحاكاة السريرية، الروبوتات، والذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة له، أكد المدير المنتدب لمؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة، يونس بجيجو، أن المغرب أصبح لاعبا رئيسيا في مجال الصحة، مشددا على أن الجامعات والمستشفيات في المملكة لم تعد مجرد فضاءات لنقل المعرفة، بل تحولت إلى مختبرات حقيقية للابتكار تضم المحاكاة الطبية والذكاء الاصطناعي والمقاربات البيمهنية، معتبرًا أن هذه الآليات تساهم في الربط بين النظري والعملي في خدمة المرضى.
وأضاف أن “هذا المؤتمر يمثل نظاما خصبا يناسب ظهور أفكار قادرة على إنقاذ الأرواح، ومن خلاله سنبرز ابتكارات مثل الواقع الافتراضي في التكوين الطبي واستخدام البيانات الضخمة لتحسين التشخيص، بالإضافة إلى اعتبار الخطأ كوسيلة للتعلم” ، مشددا على ضرورة المحافظة على التوازن بين التكنولوجيا والمشاعر، وتجسيد طب شامل ومستدام يعكس الواقع المحلي، مع الانفتاح على إفريقيا وأوروبا والعالم.
بدوره، أشار رئيس جامعة محمد السادس للعلوم والصحة، محمد العدناوي، إلى أن إفريقيا تقف عند مفترق طرق، وأن مواجهة التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين يتطلب تطوير نماذج التكوين، مؤكدا على ضرورة أن تكون البيداغوجيا في العلوم الصحية متعددة التخصصات وتعتمد على التكنولوجيا.
في هذا السياق، أكد أن مؤتمر SIM Africa 2025 يمثل فضاء للتفكير والتبادل والابتكار البيداغوجي، وأن الروبوتيات، الواقع الافتراضي، الذكاء الاصطناعي، والطباعة ثلاثية الأبعاد تعزز إمكانية تقديم رعاية أفضل.
وأشار إلى أن المؤتمر يجمع مشاركين من القارة الأفريقية وخارجها، “ونراهن من خلال هذا المؤتمر على أفريقيا مبتكرة ومتعاونة وملهمة. وبالتالي، يمثل المؤتمر دعوة حقيقية للعمل”.
وفي الوقت نفسه، أكد المدير العام لمركز محمد السادس الدولي للمحاكاة في علوم الصحة، محمد الشهبوني، على أهمية المحاكاة كأداة أساسية لتحسين تكوين المهنيين وضمان رعاية طبية آمنة، مشددا على التزام المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، بتبني بيداغوجيات مبتكرة وشاملة وتكنولوجية.
وأضاف أن المؤتمر يجمع بين حدثين أفريقيين بارزين حول المحاكاة والروبوتات والذكاء الاصطناعي، بمشاركة أكثر من 800 مشارك و30 ورشة عملية و200 عمل علمي. ويعكس المؤتمر الإفريقي حول المحاكاة في العلوم والصحة التزاما قويا بمستقبل التكوين الصحي في إفريقيا.
تميز حفل الافتتاح بحضور أمين التهراوي، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وعز الدين الميداوي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار. كما تم الإعلان عن الفائزين بجائزتي “أفضل أوراق علمية شفهية” و”أفضل أوراق علمية معروضة”.
يتضمن برنامج SIM Africa 2025 ندوات وماسترات وورشات عمل تغطي مواضيع متعددة، منها التدريبات الاستشفائية وإطارها التوجيهي، وتقييم الأداء في المجال الصحي، ودمج المحاكاة في التعليم وإجراء إصلاحات بيداغوجية في العلوم الطبية.
كما يشمل المؤتمر جلسات غامرة تغطي تخصصات متعددة مثل الجراحة الروبوتية، والأشعة والتنظير، والمحاكاة الغامرة في طب الطوارئ، وطب الأسنان والصيدلة، والهندسة الصحية والذكاء الاصطناعي.