أطلقت جامعة الأخوين بإفران، يوم الجمعة، “مهرجان التعلم” الذي يعد تظاهرة بارزة تجمع ما يقارب 200 خريج وحوالي 50 مقاولة، قدموا لاستكشاف فرص تعاون مستقبلية مع الجامعة وكلياتها وطلبتها وأساتذتها الباحثين.
ويقترح المهرجان، الذي تنظمه مدرسة العلوم والهندسة التابعة لجامعة الأخوين، تحت شعار “توسيع الآفاق وتحرير طاقات العقول”، برنامجا غنيا يجمع بين المعارض العلمية، وتقديم مشاريع، والجلسات الإخبارية، وفرص التوظيف لفائدة طلبة المدرسة العلوم والهندسة.
كما يمنح المهرجان مكانة محورية لعرض الطلبة لمشاريع نهاية الدراسة التي تشكل تتويجا للمسار الأكاديمي للطلبة، ومبادرات التعاون الثلاثية بين الطلبة ومهنيين وفاعلين في المجال الصناعي. وسيعطي كل مشروع يشكل ثمرة أشهر من البحث والتطوير والتعاون مع شركاء صناعيين، لمحة فريدة حول المقاربة التي يتبناها الطلبة لرفع التحديات المعقدة بمختلف المجالات التكنولوجية.
وفي كلمة بالمناسبة أكد رئيس جامعة الأخوين، أمين بنسعيد، أن هذا اللقاء يشكل “بلورة وأوج استراتيجية تسعى ليس فقط إلى ضمان تخرج طلبة جامعة الأخوين بل أن يكونوا قادرين على تلبية المتطلبات الملموسة للمقاولات”.
وأوضح أن الأمر يتعلق باستراتيجية تكوين تجريبية، تهدف في النهاية إلى إقامة علاقة وثيقة ومستمرة مع المشغل طوال المسار الجامعي للطالب، مبرزا أن هذا القرب يمكن الجامعة من إدراك التطورات التي تطرأ على المجال المهني وضمان اندماج الطلبة أيضا في هذه التغيرات.
وشدد رئيس الجامعة على أن دورة هذا العام تتميز بحضور 200 خريج في تخصص الهندسة قدموا أعمالهم التي تعد “ثمرة بحث مؤثر بهدف محدد، يتمثل في خدمة مقاومة أو الاستجابة لحاجة مجتمعية، بالإضافة إلى حوالي خمسين مقاولة، قدموا بعد عمل تحضيري شاهد على سعيهم للبحث عن المواهب”.
وتابع بنسعيد أنه “بفضل العمل الميداني لمكتب التوظيف وريادة الأعمال في جامعة الأخوين بإفران، تجد هذه الشركات بشكل مباشر الطلبة ذوي الخبرة والمهارات المطلوبة”، مؤكدا أن الهدف هو أن يتم التوظيف حتى قبل التخرج، وهو ما يعود بالنفع على الشركة و الطالب والجامعة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد عميد كلية العلوم والهندسة بجامعة الأخوين، صلاح المجيد، على جودة المشاريع المقدمة، والتي تعد أساسا ثمرة للتعاون المستمر بين الجامعة والقطاع الخاص.
وأضاف العميد أن “مستوى المساهمة التي شهدناها، والتي تعكس الاحتياجات الحقيقية للبلاد، هي مصدر فخر”، مشيرا إلى تقديم ما بين 130 إلى 150 مشروعا بحثيا.
وأشار إلى أن جامعة الأخوين بإفران معتمدة من قبل المؤسسة الأمريكية المرموقة “مجلس الاعتماد للهندسة والتكنولوجيا” (ABET)، وأن جميع برامجها معترف بها دوليا، مضيفا أن هذا الاعتماد يسمح بمشاركة نجاح الجامعة من خلال تسهيل حصول الطلبة على فرص شغل مهمة.
وتميز هذا اليوم أيضا بافتتاح مختبر الطاقة “Energy Lab”، وهو بنية تروم بشكل أساسي إعداد الطلبة لولوج عالم الشغل، من خلال تزويدهم بالوسائل المادية والتقنية لإنجاز مشاريعهم البحثية.
وفي هذا السياق، أوضح السيد المجيد أن طموح الجامعة يتمثل في تكوين خريجين بشكل مستمر بمقاربة علمية فعالة.
وقال إنه “بعيدا عن النظرية، نريد لطلبتنا أن يتمكنوا من المساهمة بشكل فعال من خلال التفاعل مع المعدات والتكنولوجيات الحديثة المتوفرة في السوق”، مؤكدا أن الجامعة تتوفر على منظومات معلوماتية بأدوات محاكاة مرتبطة بالمعدات، مما يسمح بخلق بيئة علمية مثالية.
وتميزت التظاهرة أيضا بمبادرة “Speed Job Dating” وهي نموذج مبتكر يسمح للشركات بالالتقاء مباشرة مع الخريجين في مجال التكنولوجيا، الذين تم اختيارهم بشكل مسبق لتقييم توافقهم الثقافي ومهاراتهم التقنية، بعيدا عن مجرد التأكد من المعلومات الواردة في سيرهم الذاتية.
وبحسب المنظمين، يضم المهرجان أيضا يوما للبحث لفائدة السلك الأول يركز على التعلم الآلي الكمي (QML)، وهو تخصص متطور، لتسليط الضوء على التقاطع الواعد بين الحوسبة الكمية والذكاء الاصطناعي.
ويتضمن البرنامج كذلك جلسات للاستعلام يؤطرها ممثلون من مركز Oracle R&D، لتقديم أحدث التطورات التكنولوجية.
