هل سقوط إيران يخدم الغرب فعلا؟!!
ولماذا إذن مَنّ أحمدي نجاد على أمريكا بمساعدتها في احتلال العراق؟!
مع ما فعلته إيران من جرائم سجلها التاريخ بالعراق بشراكة مع عدوها أمريكا وبشهادة موثقة لرئيسها احمدي نجاد وستقرؤ هذه الشهادة في ثنايا هذا المقال .
ومع جرائمها ايضا في سوريا حيث قصفتها بأضعاف أضعاف ما تقصف به اسرائيل الآن .. ولو كان الانصاف في هؤلاء الذين يرونها بطلة وناصرة للمظلوم في غزة لما عدوها كذلك حتى تتبرء من دم سوريا والعراق اذا كانوا اخوة لهم فعلا ولكن الانصاف عزيز والتحزب مقيت! فغزة للاخوة وسوريا لا بواكي لها !
مع جرائمها السالفة الذكر نرى سقوطها نذير شؤم يقوي شوكة الروم ويزديهم جرأة على استضعاف الشعوب باحتلالها وقهرها ومعهم معول الهدم صنيعهتم إسرائيل !
ليس لعيون ايران نرى ذلك .. وإنما لما قد يؤول اليه الوضع من زيادة استقواء الغرب على المنطقة… فنحن نعلم انها جاهدت في سوريا باعتبار أهلها كفارا كما صرح بذلك خامنئي وقتها في خطابه ، تماما كما تجاهد الان في اسرائيل فاذا كانت المعارضة(ويمثلها أحمد الشرع ) السورية كافرة مارقة عند خامنئي حتى قتل منها اربعة ملايين لعيون بشار فهل تتوقع من ايران ان ترى غزة مؤمنة موحدة ، فغزة وسوريا يسكنهما الأمويون انفسهم . لا فرق. ومن يكفر سوريا يكفر غزة ومن يدعم بشار لا يتصور منه نصرة مظلوم ولكنها تعمى القلوب التي في الصدور أما البصر فيرى والأذن فتسمع والعين ترى كل شيء… من يقف في جانب بشار الا ابليس واعوانه؟!!
اذا كنت تشك في تصريح خامنئي فاكتب (قتالنا في سوريا قتال بين الاسلام والكفر) وسيظهر لك غوغل مقالته وعمامته السوداء تعلوها ! ويظهر لك مع ذلك العجب!!
مع ذلك وخلافا لما يتنبؤه الكثير من أن سقوط ايران سيزلزل العالم ويجعل الكرة الارضية في حرب لا تنتهي وربما انفجر المريخ وشبت النيران في الكون!! وكأن ايران تعني أحدا من الدول جديا! فاعلم أنه بالامس القريب كانت العراق أقوى من إيران لدرجة انها قيل إن لها اسلحة الدمار الشامل! وكان للعراق تحالف مع الروس أقوى مما لدى ايران حاليا ! ومع الصين ودول كثيرة، وسقط نظام العراق وقتها فماذا وقع ؟!! لا شيء .. نعم اصبح الغرب في حالة استقواء أعتى في المنطقة والعالم لكنه لم يذق في العراق طعم الراحة والاسقرار بجيوشه ليتفرغ لشيء آخر ! لولا عمالة ايران ودعمها للاحتلال وحشدها حشود الخونة الشيعة لوأد كل مبادرات العراق الحرة للتحرير حتى خرج منها الامريكان وتركوا عملاءهم الشيعة ومن ورائهم ايران يحكمون العراق بشراكة تقاسموا بها كعكة العراق وخيراته قسمة ضيزى لهم نصيب الاسد ولايران الحكم والادارة والفتات الى يومنا هذا !!
هل وقعت حروب عالمية .. هل اهتز الشرق الاوسط ..هل تدخلت روسيا والصين وكوريا ..وباكستان وتركيا ..ابدا ..استبدلت امريكا نظاما بنظام وبقي التدافع سنينا فلما استُنزفت خرجت وتركت عميلتها ايران تحكم بالارهاب والحشود الهمجية بقيادة الى غاية الساعة .
لذلك كان الرئيس احمدي نجاد كلما تنازعت ايران مع امريكا بخصوص الملف النووي يمن عليها بأنه كلن عميلها المخلص في العراق وافغانستان وان ايران هي من مكنت لأمريكا في ذلك ..حيث قال الرئيس احمدي نجاد في مقابلة مسجلة على اليوتوب صوتا وصورة ومتاحة على مواقع الأخبار الموثقة:
: ” لقد ساعدنا أمريكا في غزو أفغانستان، ثم في غزو العراق ومع ذلك، يعتبرونا محور الشر ”
صحيح انه (بجح) ! كما يقول المصريون بلغت به السفالة في الاقرار بالعمالة ما لم تبلغ بالطابور الخامس في ريعان عمالته !! ويتعجب كيف يوصف بمحور الشر برغم ما فعله في العراق لصالح الغرب !! .. ومع ذلك لا زال هناك من يطلق على ايران محور المقاومة !! على اساس ان الحشد الشيعي رمز للمقاومة وبشار الأسد بطل للمقاومة والممناعة والصمود ! وكلهما صنيعة ايران ولاجلهما تجاهد!
مرة أخرى كما قررنا أعلاه ، مع كل جرائمها وعمالتها التاريخية للاستعمار الغربي في المنطقة، يمكن ان يكون سقوطها مقدمة استئساد للغرب ولا احد يريد ذلك ويقباه كما ان انتصارها سيجعل منها دولة موغلة أكثر في التشيع والاستقواء على دول المنطقة وأهل السنة في العالم ليس إلا !! لكن اي من ذلك ليس مرجحا على الوجه الصحيح ! فلا انتصار الغرب سيجعله أقوى ولا هو في نيته إسقاط دولةفارسيةتخدمه في المنطقة ! فإذا كانت ايران وحدها خلقت له من المفاجآت ما لم يخطر له على بال فكيف بدولة أخرى تملك من قوة الردع البشري والمعنوي مايرعب اسرائيل والغرب معا ! فما ان تطأ قدم رومي بلدا من بلدان المنطقة حتى تكون بداية ملحمة لا يبقي غبارها ولايذر ! وقد جربوا في حالة العراق وأفغانستان وذاقوا الأمرين منهما ! وأعتقد جازما أنهم لن يجرؤوا على خوض مغامرة تفتح عليهم ابواب الجحيم مرة أخرى.
نعم (كل البنادق نحو العدو ) والعدو الاول هنا هم الصهاينة جزما يصلح شعارا للمرحلة ، لكنه يصلح كموقف نتمناه مرحليا اما تفعيله في ساحة المدافعة المسلحة فهو مشروع دولة لا مشروع فرد وللدول حساباتها الخاصة وقراراتها واختياراتها .