احتفل المعهد المتخصص في مهن البناء والأشغال العمومية بفاس، يوم الأربعاء، بتخرج الدفعة الأولى من التقنيين المتخصصين، الذين بلغ عددهم 72 خريجاً، حيث تمثل الإناث 54 في المائة منهم.
خلال حفل توزيع الشهادات، تم تكريم 16 مساحاً طوبوغرافياً، و18 تقنياً مختبرياً في البناء والأشغال العمومية، و20 متخصصاً في قياس الكميات، و18 تقنياً في النجارة المعدنية والألمنيوم والفولاذ المقاوم للصدأ.
في كلمته، أفاد الكاتب العام لوزارة التجهيز والماء، عبد الفتاح صاحبي، بأن إنشاء هذا المعهد بفاس يأتي في إطار التوجيهات الملكية السامية التي تهدف إلى إحداث مؤسسات جديدة للتكوين المهني، بغرض ربط الخريجين بالاقتصاد وسوق العمل.
وأوضح أن معهد فاس هو واحد من نحو 15 مؤسسة تكوينية تستفيد من صندوق “شراكة” الذي تم إنشاؤه من قبل وكالة حساب تحدي الألفية – المغرب، في إطار برنامج التعاون “الميثاق الثاني” بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية.
كما أشار إلى أن هذا المعهد ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للتكوين المهني، التي تسعى إلى تأهيل يد عاملة قادرة على الإسهام في تطوير المقاولات وسوق العمل. وأكد على أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين المحليين والوطنيين لإنجاح هذا المشروع، خاصةً وزارة التجهيز، ومجلس مدينة فاس، ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل.
أضاف السيد صاحبي أنه تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس، يتجه المغرب نحو إصلاحات كبيرة، خاصة في مجالات البنية التحتية مثل ميناء طنجة المتوسط والقطار فائق السرعة.
في هذا السياق، تم وضع برنامج طموح لإنشاء معهد إضافي للتكوين في مهن البناء والأشغال العمومية في مدينة العيون وزيادة القدرة الاستيعابية للمعاهد الأربعة الحالية.
رئيس مجلس جهة فاس-مكناس، عبد الواحد الأنصاري، أكد أن خريجي هذا المعهد سيلعبون دوراً بارزاً في تحسين أداء المقاولات المغربية، معبراً عن استعداد المجلس لتقديم الدعم اللازم.
مدير المعهد، محمد محبوب، أكد أن التكوين هو محور أساسي في التزام الفيدرالية، مبرزاً أن المعهد يلبي احتياجات المقاولات. كما أشار إلى أهمية نجاح هذا المعهد في توفير آلاف الكفاءات المؤهلة لتلبية متطلبات المستقبل.
يهدف المعهد إلى تقديم تكوينات مهنية تتماشى مع متطلبات سوق العمل، وتعزيز إدماج الشباب في الحياة المهنية، ورفع كفاءة المهنيين من خلال برامج موجهة.
تم تمويل المعهد بميزانية إجمالية قدرها 119.7 مليون درهم، منها 74.7 مليون درهم من صندوق “شراكة”، ويعكس ذلك التزاماً جماعياً بتأهيل يد عاملة مهنية قادرة على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع البناء بالمغرب.