أشار خبراء وباحثون، يوم الجمعة الماضي في مراكش، إلى أن التصدي لسوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية يمثل تحديًا حقيقيًا يجب أن يواجهه مختلف المعنيين نظراً لما يحمله من مخاطر وأضرار على الصحة العامة للمستهلكين. وتحدثوا خلال مائدة مستديرة في إطار الدورة الثانية والعشرين لمعرض “أوفيسين إيكسبو” (6-8 فبراير)، الذي يُعتبر حدثاً مرجعياً في مجال الصيدلة بأفريقيا، عن أهمية إحداث حراك جماعي وزيادة الوعي للحد من الممارسات غير الملائمة، خاصةً في ظل انتشار التطبيب الذاتي والشراء عبر الإنترنت.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وفي ذات السياق، أكدت هدى سفياني، مديرة المركز المغربي لمحاربة التسمم ولليقظة الدوائية، على ضرورة اعتماد استراتيجية وقائية تركز على توعية مهنيي الصحة حول المخاطر المرتبطة بسوء استخدام الأدوية، وتنظيم حملات توعوية حول الاستخدام السليم للأدوية والإطار التنظيمي للمكملات الغذائية. وأكدت على ضرورة استمرار حملات التوعية بين المهنيين والجمهور، مشددة على أهمية اليقظة الدوائية كأداة للوقاية، بالإضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات الصحية ووسائل الإعلام لمواجهة المعلومات المضللة.
من جانبها، حذرت فاطمة أبوعلي، رئيسة الوكالة المغربية لمكافحة المنشطات، من المخاطر المتعلقة باستهلاك المكملات الغذائية في الوسط الرياضي، مشددة على أهمية الوقاية والتثقيف كأفضل وسائل لمواجهة هذه الظاهرة. وأوضحت أن المغرب يمتلك إطارًا تنظيميًا وقانونيًا فعّالا لمكافحة المنشطات، وأكدت على أهمية الرقابة والعقوبات والتعاون بين المؤسسات والبحث العلمي لتعزيز الجهود للحد من استهلاك المواد المنشطة.
وفي نفس الإطار، أكدت مولكة المدير، نائبة رئيس الاتحاد الوطني للصيادلة بتونس، أن سوء استخدام الأدوية ازداد بسبب عدة عوامل، منها نقص الوعي والاستخفاف ببعض الأمراض، وتكاليف العلاجات، وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، والتوجه نحو التعاملات الرقمية بعد جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى غياب تنظيمات واضحة للتصنيع والتوزيع وبيع الأدوية والمكملات الغذائية. وأضافت أنه من الضروري الاستخدام المسؤول للأدوية والمكملات للحفاظ على الصحة والتجنب من الآثار السلبية، موضحةً أن توجيه المريض/المستهلك من قبل مهنيي الصحة عبر حملات توعوية أصبح أمرًا ملحًا في عصر تتزاحم فيه المعلومات.
من جهة أخرى، أشار بروسبر هياغ، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصيدلة، إلى أن دور الصيدلي كخبير في الأدوية ومهني صحي قريب من الناس، يجعله عنصراً أساسياً في مكافحة سوء استخدام الأدوية والمكملات الغذائية. واعتبر أن بروز التجارة الإلكترونية قد سهل الولوج إلى الأدوية، لكن هذه السهولة تأتي مع مخاطر كبيرة تتعلق بالتزوير والأخطاء في العلاج الذاتي وتفاعلات الأدوية.
كما أوضح بيير بواتو، الأمين العام للجمعية الدولية لأطباء الصيدلة الناطقين بالفرنسية، أن مفهوم سوء استخدام الأدوية يمتد من الاستخدام غير المناسب إلى الاستخدام المنحرف، مع وجود العديد من الفروق الدقيقة. ويُعد معرض “أوفيسين إيكسبو”، الذي بدأ منذ عام 2002، فرصة لتعزيز التبادل بين الصيادلة ومناقشة التحديات التي تواجه مهنة الصيدلة.