تولي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم الدريوش أهمية خاصة للمرأة، حيث تعمل على تعزيز دورها في التنمية وتمكينها من الناحية الاقتصادية. ويتجلى هذا التوجه من خلال انخراط المبادرة في تعزيز تمكين المرأة وإدماجها في مختلف مجالات التنمية البشرية، عبر مبادرات واضحة تشمل الصحة، التعليم، تحسين الدخل، والإدماج الاقتصادي، فضلاً عن دعم النساء في وضعيات هشة.
في مرحلتها الثالثة التي أطلقت سنة 2019، اعتمدت المبادرة مقاربة شاملة تهدف للاستثمار في المرأة على مدار حياتها، انطلاقا من كونها لاعبا أساسيا في التنمية البشرية بالمغرب. وقد استفادت العديد من النساء حاملي المشاريع في إقليم الدريوش من دعم كبير ومواكبة فعالة من المبادرة لتحسين حياتهن اليومية والوضع الاقتصادي.
وقد أوضح بلال لغماني، رئيس مصلحة البرنامج الثالث لتحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بعمالة إقليم الدريوش، أن البرنامج يركز على دعم قابلية التشغيل وريادة الأعمال بالإضافة إلى تحسين الدخل. وأكد أن اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية تُولي اهتماماً كبيراً لدعم المرأة، حيث تم تمويل نحو 29 مشروعًا لصالح هذه الفئة بمبلغ يقدر بـ2,66 مليون درهم.
كما استفادت التعاونيات النسائية من هذا الدعم، حيث تم تخصيص 875 ألف درهم خلال السنوات الماضية في إطار محور “تحسين الدخل”. بالإضافة إلى ذلك، يتم حالياً تنفيذ اتفاقية شراكة بين المبادرة ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والمجلس الإقليمي للدريوش، ومجلس جهة الشرق، لتمويل مشاريع النساء في وضعيات هشاشة.
حتى الآن، تم تكوين ومواكبة 246 مستفيدة، وتم اختيار 80 امرأة حاملة أفكار مشاريع للاستفادة من تمويل مشاريعهن. وفي تصريحات مماثلة، أكدت ثلاث نساء استفدن من تمويل مشاريعهن (مطعم للوجبات الخفيفة، محل للحلويات، ومحل للخياطة التقليدية والعصرية) أن الدعم الذي قدمته المبادرة من حيث التكوين والتمويل والمواكبة، قد غيّر حياتهن اليومية.
إن التزام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإيجاد بيئة ملائمة لتمكين المرأة ساهم في تحسين وضعها الاجتماعي والاقتصادي وزيادة استقلاليتها المالية. ومن خلال الجهود المستمرة لتزويد المرأة بالوسائل اللازمة لتحقيق إمكاناتها، تساهم المبادرة في بناء مجتمع أكثر عدالة ورفاهية للجميع.