يحتفل المغرب يوم السبت 10 ماي 2025 باليوم العالمي لشجرة الأركان، وهي المبادرة التي أُقرت من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2021. وتحمل الدورة الخامسة من هذه الاحتفالية شعار “شجرة الأركان، رافعة للتخفيف من آثار التغيرات المناخية”، تكريمًا لهذا الموروث الطبيعي والثقافي المغربي الذي أدرجته منظمة اليونسكو ضمن المحيطات الحيوية والتراث الثقافي غير المادي للبشرية.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!تأتي هذه الاحتفالات في إطار إستراتيجيتين: “الجيل الأخضر 2020-2030″ و”غابات المغرب 2030″، اللتين أُطلقَتا في عام 2020 تحت رئاسة الملك محمد السادس. وقد دعا جلالته إلى تعزيز الإنجازات في المجال الزراعي وخلق المزيد من الفرص للشغل والدخل، خاصةً للشباب في المناطق القروية.
تسعى الاستراتيجيتان إلى تطوير زراعة الأركان عبر تهيئة 10 آلاف هكتار في أقاليم سوس-ماسة ومراكش-آسفي وكلميم-واد نون. عُينت منطقة إنتاج الأركان كمحمية في عام 1998 من قبل منظمة الأمم المتحدة، واعتُبرت جميع الممارسات الفنية المتعلقة بالأركان جزءًا من التراث الثقافي غير المادي للإنسانية في 2014. كما اعترفت منظمة الأغذية والزراعة في ديسمبر 2018 بالنظام الزراعي القائم على أشجار الأركان في المغرب.
في عام 2021، تمت الموافقة على مشروع قرار من طرف 113 دولة لإعلان يوم 10 ماي يومًا عالميًا لشجرة الأركان. تُعد شجرة الأركان (أركانيا سبينوزا) أحد أنواع الأشجار المتوطنة في المغرب، وتنمو في المناطق القاحلة، حيث تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي.
يعد النظام البيئي القائم حول الأركان مهمًا للحفاظ على التنوع البيولوجي، ويؤثر بشكل إيجابي على الغابات والزراعة وتربية الماشية. كما أن لشجرة الأركان فوائد متعددة، حيث تُستخدم منتجاتها في الغذاء والأعلاف، ويُستخرج منها زيت الأركان الشهير، المعروف بفوائده العديدة.
يعرف زيت الأركان بـ”الذهب السائل” للمغرب، ويستخدم في مجالات متعددة مثل الطبخ والعناية بالبشرة. تشارك النساء الريفيات بشكل أساسي في عملية استخراج الزيت، ما يساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
لشجرة الأركان دور كبير في تحسين التكيف مع التغيرات المناخية وتحقيق التنمية المستدامة. تُساهم هذه الممارسات في تمكين المجتمعات المحلية، وتوفير فرص العمل، كما تلعب دورًا في تحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الفقر. تُعتبر شجرة الأركان جزءًا مهمًا من هوية المجتمعات الريفية، حيث تنقل المعرفة التقليدية بين الأجيال، وتعتمد على إدارة المياه التقليدية.