عُقد أمس الجمعة في الدار البيضاء المؤتمر السنوي الحادي عشر للجمعية المغربية للمستثمرين في الرأسمال، وهو حدث بارز شهد مشاركة خبراء ومتحدثين من المستوى العالي حول موضوع “تمكين المستقبل”. يأتي هذا المؤتمر، الذي يتزامن مع الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الجمعية، ليتناول أهم التحديات التي تواجه رأس مال الاستثمار، مع التأكيد على الدور الأساسي للجمعية كوسيلة بديلة للتمويل في تنمية المغرب، خاصة مع اقتراب استحقاقات 2030.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وخلال افتتاح المؤتمر، أكد حسن العزيري، رئيس الجمعية، على الأهمية الكبيرة لرأسمال الاستثمار في تسريع التحول الاقتصادي في المغرب، مشيرا إلى أن اعتماد آليات مثل صندوق محمد السادس للاستثمار مع وضع قوانين تشريعية مناسبة سيمكن المغرب من أن يصبح مركزاً إقليمياً واعداً للاستثمار. كما دعا إلى الحاجة للابتكار التشريعي من أجل تسريع نمو صناعة رأس المال.
مثل هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على الزخم الذي شهده هذا القطاع في السنوات الأخيرة، والذي كان له تأثير واضح على النمو الاقتصادي بفضل العديد من المبادرات تحت قيادة الملك محمد السادس. وتشير الأرقام الصادرة عن الجمعية المغربية للاستثمار في رأس المال لعام 2024 إلى تطور ملحوظ، حيث بلغ جمع الأموال المخصصة للاستثمار مستوى قياسياً قدره 3.9 مليار درهم، أي ما يقارب 13.8 مليار درهم في المجموع خلال الفترة من 2018 إلى 2024.
من جهته، أفاد ناصر الصديقي، مدير قطب المهن لدى الهيأة المغربية لسوق الرساميل، بأن سنة 2024 ستكون سنة الأرقام القياسية بامتياز، حيث شهدت دينامية حقيقية تعزز دور رأس المال الاستثماري كرافعة أساسية لتمويل الاقتصاد المغربي. وقد دعا خلال المناسبة إلى تعبئة شاملة لمواجهة التحديات التي تواجه صناعة رأس المال واستثمار المؤهلات الموجودة في القطاع.
كما كانت الدورة الحادية عشرة من المؤتمر فرصة للمهنيين والفاعلين في الاستثمار لعقد علاقات مثمرة، وشهدت لحظات قوية مثل الجلسة الافتتاحية والندوات التي أدارها خبراء محليون ودوليون في مجالات مثل المالية والصناعة والتكنولوجيات الحديثة. من أهم لحظات المؤتمر، الكشف عن الدراسة الحصرية التي أعدها خبراء “Strategy&”، والتي قدمت تحليلاً للقطاع بالإضافة إلى تسليط الضوء على التحديات الرئيسية.
ذكرت الدراسة تحت عنوان “المسار الجديد للتحول نحو 2030” الدينامية الإيجابية التي يشهدها القطاع بفضل السياق الاقتصادي المناسب. وأشار جوناثان لو هنري، الشريك ورائد الأنشطة بـ “Strategy&” بالمغرب، إلى أن الاستثمارات في الجيلين السابقين حققت ثلاث أضعاف ما كانت عليه سابقاً، مما يدل على تفاؤل كبير بشأن آفاق التطور.
في بداية المؤتمر، قامت الجمعية المغربية للمستثمرين بتوزيع جوائز الممتازين تكريماً للفاعلين البارزين في مجال رأس المال الاستثماري، كما تم الاحتفاء بالصناديق والمقاولات الناشئة التي حققت أداءً متميزًا خلال العام. تضم الجمعية معظم مؤسسات رأس المال الاستثمارية في المغرب، حيث يساهم أعضاؤها الـ 33 في دعم وتمويل نمو أكثر من 320 شركة مغربية.