عقدت ندوة الحج الكبرى في دورتها التاسعة والأربعين في مدينة جدة، التي تندرج ضمن فعاليات موسم حج 1446 هـ، حيث تم تناول المفاهيم الجديدة للاستطاعة في أداء فريضة الحج في ضوء المستجدات المعاصرة، بمشاركة مجموعة من العلماء والباحثين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!تمحورت الندوة، التي بدأت أمس الأحد، حول “الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة”، بالنظر إلى المتطلبات الملحة التي يفرضها العصر الحديث مع زيادة التحديات الصحية والتنظيمية والبيئية، بالإضافة إلى علاقة أداء هذه الشعيرة بالقدرة العلمية والتنظيمية، فضلاً عن الاستطاعة البدنية والمالية.
يأتي تنظيم هذه الندوة، التي تُنظمها وزارة الحج والعمرة السعودية سنويًا، في إطار تسليط الضوء على مفهوم الاستطاعة في الشريعة الإسلامية، ومناقشة أبعادها الفقهية في ظل المستجدات المعاصرة، بما يسهم في تيسير أداء هذه الشعيرة وتحقيق مقاصد الشريعة.
شدد المشاركون في جلسات الندوة، التي نظمت بالشراكة مع هيئة كبار العلماء ودارة الملك عبد العزيز، على أهمية توضيح المفهوم الصحيح للاستطاعة وتوعية الحجاج بمعانيها وأبعادها، لضمان أداء الفريضة بشكل كامل، دون مشقة أو تهاون، مع التركيز على توعية الحجاج بالأنظمة والتعليمات المرتبطة بأداء شعيرة الحج، معتبرين أن هذا المفهوم جزء من الاستطاعة الشرعية.
وفي بيانهم الختامي، دعا المشاركون إلى تعزيز جهود البحث العلمي والدراسات الشرعية التي تتناول مسائل الاستطاعة في ظل المتغيرات المعاصرة، وتفعيل دور الجامعات ومراكز الدراسات في هذا المجال، بما يعزز الفهم المقاصدي للشريعة ويحقق مبدأ التيسير.
أشاد العلماء المشاركون بالمبادرات التي أطلقتها المملكة العربية السعودية لتيسير الحج، مثل “مبادرة طريق مكة” التي سهلت الإجراءات على الحجاج قبل قدومهم، ومنصة “نسك” الرقمية التي تقدم مجموعة من الخدمات لتيسير رحلة الحاج.
جدير بالذكر أن المملكة أطلقت “طريق مكة” لتيسير إجراءات الحجاج من بلدانهم عبر استكمال كافة إجراءات الدخول من المطارات في الدول المستفيدة، حيث استفادت من المبادرة ثماني دول إسلامية، بينها المغرب، وقد استفاد حوالي 12 ألف حاج مغربي هذا العام.
أيضًا، شهدت الندوة إعلان الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز، المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، عن الإطلاق الرسمي لملتقى “تاريخ الحج والحرمين الشريفين” المقرر تنظيمه في نوفمبر المقبل.
تضمنت الندوة جلسات علمية، من بينها جلسة وزارية بعنوان “تيسير الشعيرة وتمكين القاصدين وفق رؤية المملكة في خدمة الحجاج”، شارك فيها وزراء كبار مسؤولين على رأسهم وزير الحج والعمرة السعودي ووزير الصحة ومدير الأمن العام.
وفي نهاية الندوة، تم تنظيم جلسة علمية ثانية حول “مفهوم الاستطاعة في الإسلام وأثره في تيسير شعيرة الحج.”
تجدر الإشارة إلى أن انطلاق النواة الأولى للندوة كان عام 1977 كمنصة تهدف إلى تعزيز التواصل العلمي والفكري بين علماء العالم الإسلامي، مع التركيز على البعد الديني والثقافي والاجتماعي لفريضة الحج.