أثارت زيارة محامي “هيئة شؤون الأسرى والمحررين” لسجن النقب صدمة كبيرة، حيث اكتشف أن الأسرى يتعرضون لمعاملة قاسية وتعذيب داخل السجن. تبين أن السجانين يهددون الأسرى بالضرب والعقاب في حال خروجهم للزيارة، ويتم وضعهم في قفص حديدي مقيدي الأيدي والأرجل ورأسهم على الأرض لعدة أيام دون حقهم في الحمام أو الطعام.
ويتعرض الأسرى للتعذيب الجسدي والنفسي بشكل يومي، حيث يتم ضربهم بين الممرات وفي الأماكن غير المراقبة، ويتم تقييدهم بالأصفاد بشدة أثناء نقلهم بين السجون. كما يعانون من انتشار مرض الجرب ونقص السكر في أجسادهم بسبب سوء التغذية والعناية الطبية.
وتظل الملابس التي يرتديها الأسرى ممتلئة بالدماء منذ أشهر، ويتعرضون لإذلال يومي خلال “العدد”، حيث يجبرون على الجثو على ركبهم ووضع أيديهم خلف رؤوسهم. هذه الانتهاكات تجاوزت كافة الخطوط الحمراء، وتتطلب تدخل عاجل لحماية حقوق الأسرى داخل السجن.
و تواجه الأسيرات في سجون الاحتلال معاناة لا يمكن تصورها خلال عملية الاعتقال أو داخل الزنازين، وهذا ما حدث بعد أحداث أكتوبر الماضي.
ووفقًا لتقرير صادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، تعاني الأسيرة ي.أ، البالغة من العمر 24 عامًا ومن مدينة رام الله، من ظروف اعتقال صعبة مثل بقية الأسيرات. تم اعتقالها في السادس من مايو من هذا العام وحُكم عليها بالسجن الإداري لمدة ثلاثة أشهر.
وأفادت الأسيرة لمحامية الهيئة أنها محتجزة في سجن الدامون، حيث تتواجد في غرفة مع عشرة أسيرات فقط، وتتوفر فيها أربعة أسرّة فقط. وهناك أسيرات يضطرن للنوم على الأرض، بالإضافة إلى أن الطعام سيء وكميته قليلة.
وبخصوص ظروف اعتقالها، قالت الأسيرة للمحامية أن قوات الاحتلال اعتقلتها من منزلها في منتصف الليل، حيث تم تقييدها بالسلاسل ونقلها إلى سجن عوفر. ولم يسمح لها بدخول الحمام سوى مرة واحدة فقط في الساعة الثالثة عصرًا. ثم تم نقلها إلى سجن المسكوبية لمدة 16 يومًا متواصلة، ثم تم نقلها بالبوسطة إلى سجن الشارون وهي مقيدة بالأيدي والأرجل لمدة سبع ساعات متواصلة دون توفير الطعام، وأخيرًا وصلت إلى سجن الدامون.
وأضافت الأسيرة أن إدارة السجن حاولت أن تجعلها تساوم وعرضت عليها فرصة دراسة الماجستير في الخارج بشرط عدم العودة إلى البلاد، ولكن الأسيرة رفضت هذا العرض. يجدر بالذكر أنها تخرجت من جامعة بيرزيت بتخصص الصيدلة.