الشارقة:خلال ندوة أقيمت في إطار فعاليات الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، سلط مؤرخون وباحثون مغاربة الضوء على الترابط التاريخي العميق بين الأندلس والمغرب، مؤكدين على الوحدة التاريخية والفكرية بينهما، ودور الغرب الإسلامي في تشكيل الثقافة الغربية.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأشار المتحدثون في الندوة، التي كانت تحت عنوان “الأندلس المغربية”، إلى أن العلاقة بين المغرب والأندلس كانت وثيقة عبر التاريخ، مما جعل المكون الأندلسي جزءاً أساسياً من الهوية المغربية، وهو ما تم التأكيد عليه في دستور المملكة.
وأوضحوا أن المغرب يُعتبر “وريث أسرار الأندلس أدبياً وفكرياً وفنياً وثقافياً”، مشيرين إلى تأثير الأندلس في مجالات مثل المطبخ والموسيقى والمعمار. وأكدوا أن المغاربة يرون الأندلس كجزء من هويتهم المستمرة، في حين يعتبر المشارقة الأندلس “فردوساً مفقوداً”.
وفي كلمته، أكد أحمد شوقي بنبين، مدير الخزانة الملكية الحسنية، على الدور الكبير للأندلس في إثراء الحضارة الغربية، حيث ساهم علماء وفلاسفة وأطباء من الغرب الإسلامي في نقل التراث عبر المخطوطات والترجمات. وأشار إلى أن مدينة طليطلة كانت مركزاً لترجمة العديد من المؤلفات العربية إلى اللغة اللاتينية في القرن الثالث الهجري، وأن تأثير علماء مثل ابن رشد وابن سينا استمر لقرون في العلوم الغربية.
كما ذكر أن إسبانيا احتفظت بعدد كبير من المخطوطات العربية في “دير الإسكوريال”، وأهدتها لاحقاً إلى المغرب كنسخ إلكترونية، مشيراً إلى حرص ملوك المغرب على الحفاظ على هذا التراث.
من جانبها، تناولت الأكاديمية فاطمة طحطاح، المتخصصة في التراث الأندلسي المغربي، أوجه الوحدة بين الأندلس والمغرب في مجالات السياسة والفكر والثقافة والمذهب، مشيرة إلى أن المغرب كان الملاذ الأساسي للأندلسيين المطرودين، مما عزز الروابط الحضارية والاجتماعية بين الشعبين.
بدوره، اعتبر الأكاديمي أحمد شحلان أن مسألة الحداثة الغربية وأصولها ترتبط بتراث الغرب الإسلامي، موضحاً أن مفهوم الحداثة الذي تجلى في فكر ابن حزم وابن رشد كان له تأثير كبير على الفلاسفة الغربيين الذين استلهموا منه قواعد التفكير النقدي والإصلاحي.
وتحت شعار “مغرب الثقافات في شارقة الكتاب”، يقدم المغرب خلال 12 يوماً برنامجاً ثقافياً غنياً يضم 107 فعاليات تغطي مجالات ثقافية وفنية وأدبية متنوعة، بمشاركة 100 كاتب وأديب وناشر، بالإضافة إلى 10 جلسات للتعريف بالمطبخ المغربي.
كما يتيح المعرض للجمهور استكشاف التراث المغربي من خلال ندوات وعروض مسرحية وفنية وحلقات نقاش وورش عمل للأطفال حول الزخرفة والنسيج، إلى جانب عرض 4000 عنوان من 25 دار نشر مغربية.