يعتبر المفكر المغربي طه عبد الرحمان “طوفان الأقصى” بداية جديدة للعطاء الإسلامي والعربي، مشيرًا إلى أنه جاء في وقت كانت فيه الأمم تبحث عن قدوات تلهمها للخروج من القيم الزائفة التي تسيطر على عقولها.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!في حوار له مع “بودكاست الشرق”، الذي تبثه شبكة “الشرق الشبابي”، أكد الفيلسوف أن “الأخلاق الإسلامية هي المنقذ لعالم اليوم”، مشددًا على ضرورة أن تتفرع هذه الأخلاق من روح المقاومة التي نشهدها حاليًا.
وأشار عبد الرحمان إلى أن ما أعاق وجود فلسفة أخلاقية إسلامية هو اعتماد الفلاسفة على فلسفة الأخلاق الأرسطية، التي تم نقلها إلى العربية وأثرت بشكل كبير في الفكر الإسلامي، مما حجب الأخلاق الإسلامية عن الظهور. وقد تركت هذه الفلسفة أثرًا على الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة على حد سواء.
في الحلقة المعنونة “الفيلسوف طه عبد الرحمان .. سيرة فكرية”، أوضح المتحدث أن التجديد مفهوم أصيل في الثقافة الإسلامية، مستندًا إلى الحديث الشريف “جددوا إيمانكم”، مشيرًا إلى أن الإبداع الذي يتحدث عنه في بعض كتبه هو في جوهره تجديد.
وأكد عبد الرحمان أنه لا توجد فلسفة إسلامية بالمعنى الغربي، حيث تستمد الفلسفات الأخرى مفاهيمها ومعانيها من لغاتها وثقافاتها. وأوضح أن الفلسفة التي وصلت إلينا قد أحدثت قطيعة في العقل، مما دفعه إلى ابتكار مفاهيم جديدة مرتبطة بالثقافة الإسلامية، مما يسمح بتطوير أفكارنا.
انتقد عبد الرحمان ترجمة عبارة “أنا أفكر إذن أنا موجود” إلى “أنظر تجد”، موضحًا أنه يجب إرجاع الوجود إلى إدراك الشيء. وأكد أن الفلسفة هي الحكمة، كما ورد في القرآن: “يؤتي الحكمة من يشاء”، مشيرًا إلى أن أصل الفلسفة هو التصوف، حيث كان السابقون على سقراط يعتبرون الحكمة مرتبطة بالنظر العملي.
وأضاف أن الحكمة مرتبطة تمامًا بالدين، موضحًا أن العرب أطلقوا على التصوف اسمًا مشتقًا من “صوفيا” بمعناها القديم قبل ظهور الفلسفة، لكن مع بداية الفلسفة تم قطع الصلة بين الحكمة وأصلها العملي، مما أدى إلى الاحتفاظ بالنظر والمعرفة فقط دون التطبيق.