الرباط – تم اليوم الثلاثاء عرض الفيلم القصير “ذي كيد(ز)” للمخرج فوزي بنسعيدي، وذلك في إطار حملة تهدف إلى إصلاح القوانين الجنائية وقوانين المسطرة الجنائية المتعلقة بالأطفال في نزاع مع القانون.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وقد نظم هذا العرض من قبل المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان تحت شعار “تحالف المؤسسات والمجتمع المدني وعالم السينما من أجل تعزيز سياسات الإدماج وحماية الأطفال في نزاع مع القانون ومحاربة العود”.
وفي كلمتها، أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، أن موضوع الفيلم يعكس ما يُعرف بـ “تعابير الحق”، مشيرة إلى أن المخرج فوزي بنسعيدي نجح في تقديم رؤية إنسانية تعكس تعقيدات حياة الأطفال في نزاع مع القانون، مع التركيز على الأبعاد العائلية والاجتماعية والاقتصادية التي تدفعهم لتجاوز ما هو منصوص عليه قانونياً.
ودعت بوعياش المجتمع إلى تحمل مسؤوليته في دعم هؤلاء الأطفال ومساعدتهم على تجاوز أخطائهم، مشددة على أن “وراء كل جنحة يرتكبها طفل فرصة جديدة للحياة والانطلاق”.
من جانبه، أشاد نائب رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في المغرب، دانييل دوتو، بشراكة جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان مع المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي أسفرت عن عرض نحو 50 فيلماً لفائدة أكثر من 4000 من الأحداث الجانحين. وأشار إلى أن هذه العروض تهدف إلى تعزيز ثقافة حقوق الإنسان وتحويل السينما إلى أداة للتبادل وإعادة الإدماج الاجتماعي.
كما أبرز دوتو المبادرات المشتركة بين المغرب والاتحاد الأوروبي التي تسهم في ضمان عدالة ملائمة للأحداث الجانحين والنساء المحتجزات مع أطفالهن، لضمان احترام حقوقهم وفقاً للمعايير الدولية، مشيراً إلى أن اللقاء يمثل فرصة لدعم الدينامية التي أطلقها المجلس الوطني لحقوق الإنسان وجمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان والفاعلين في القطاع السينمائي من أجل إصلاح القوانين الجنائية وقوانين المسطرة الجنائية المتعلقة بالأطفال في نزاع مع القانون.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان، فدوى مروب، على أهمية السينما كأداة للتغيير الاجتماعي وتعزيز الوعي بحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الفيلم القصير “ذي كيد(ز)” يجسد رؤية مبتكرة لبناء وعي جماعي حول قضايا الأطفال في نزاع مع القانون، مع التأكيد على أن الحرمان من الحرية يجب أن يكون الخيار الأخير للأطفال.
وفي تصريح للصحافة، أكد مخرج الفيلم، فوزي بنسعيدي، أن الفيلم هو نتاج نقاش طويل مع الجمعية حول أوضاع الأطفال في نزاع مع القانون، داعياً إلى تكثيف الجهود لدعم هذه الفئة وإعادة إدماجها في المجتمع.
وأوضح أن الفيلم يهدف إلى تسليط الضوء على معاناة الأطفال وتشجيع المجتمع على اعتبارهم طاقة إيجابية يمكن استثمارها.
يروي الفيلم القصير “ذي كيد(ز)”، الذي كتبه وأخرجه فوزي بنسعيدي، قصة مجموعة من الأطفال يشاهدون فيلماً لشارلي شابلن، حيث يركز الفيلم على وجوه الأطفال وانفعالاتهم أثناء تفاعلهم مع قصة طفل متخلى عنه، مما أضفى على العرض أجواء مؤثرة أبهرت الحضور.
يُذكر أن الفيلم القصير، الذي أنتجته جمعية اللقاءات المتوسطية للسينما وحقوق الإنسان بالتعاون مع جمعيات مدنية أخرى، يأتي ضمن مشروع “السينما من أجل إصلاح السياسات العمومية في مجال السينما”، والممول من قبل الاتحاد الأوروبي والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وعدد من المؤسسات والهيئات الأخرى.