بمناسبة الاحتفال بالذكرى 69 لتأسيس الامن الوطني ألقى السيد عفيفي والي الامن بالنيابة , كلمة بالمناسبة بمقر ولاية امن فاس بحضور والي جهة فاس- مكناي السيد معاذ الجامعي و السيد عامل إقليم مولاي يعقوب و شخصيات عسكرية و قضائية و – السيد رئيس المجلس العلمي ؛و السادة رؤساء الجامعات، عمداء الكليات، ومديري المدارس العليا بفاسو منتخبون و رؤساء المصالح الخارجية وممثلي المجتمع المدني
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!نص الكلمة
بسم الله الرحمان الرحيم،
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين،
– السيد والي جهة فاس مكناس، عامل عمالة فاس؛
– السيد عامل إقليم مولاي يعقوب؛
– السيد القائد المنتدب للحامية العسكرية بفاس:
– السيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بفاس:
– السيد الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بفاس؟
– السادة رؤساء مختلف المحاكم الاستئنافية والابتدائية، والوكلاء العامون، ووكلاء الملك لديها.
– السادة القادة الجهويون لمختلف المصالح الأمنية والعسكرية والمدنية؛
– السيد رئيس مجلس جهة فاس مكناس؛
– السيد رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس؛
– السيد رئيس مجلس عمالة فاس؛
– السادة رؤساء الهيئات المنتخبة والغرف المهنية؛
– السيد رئيس المجلس العلمي ؛
– السادة رؤساء الجامعات، عمداء الكليات، ومديري المدارس العليا بفاس؛
– السادة رؤساء المصالح الخارجية؛
– السادة رؤساء المصالح الأمنية
– السيدات والسادة ممثلي مختلف فعاليات المجتمع المدني؛
– السادة ممثلي وسائل الإعلام؛
– السيدات والسادة متقاعدي الأمن الوطني؛
– السيدات أرامل رجال الأمن الوطني؛
– أيها الحضور الكريم.
في البداية، يشرفني باسم السيد والي أمن فاس والذي يتواجد في مهمة خارج المدينة، ونيابة عن كافة أطر وموظفي ولاية أمن فاس، أن أرحب بكم جميعا، وأوجه لكم خالص الشكر وعظيم الامتنان على تلبية الدعوة من أجل مشاركتنا هذا الجو الاحتفالي، بمناسبة تخليد الذكرى التاسعة والستين لتأسيس الأمن الوطني.
إن الاحتفال بهذه المناسبة هو استحضار تاريخي لمنجزات فقيد العروبة والإسلام وبطل جيش التحرير، جلالة الملك له محمد الخامس، قدس اللّٰه روحه، الذي وضع اللبنات الأساسية للأمن الوطني، بتاريخ 16 ماي
1956، وهو أيضا وفاء للروح الطاهرة لباني المغرب الحديث، جلالة الملك الحسن الثاني طيب اللّٰه ثراه، الذي عرف عهده تطورا وعصرنة لجهاز الأمن الوطني، وهو كذلك وقفة إجلال وإكبار لجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰه وأيده، لما يوليه من رعاية وعطف لأسرة الأمن الوطني.
ذكرى، أعلنت عن تجسيد وجه من أوجه السيادة الوطنية من خلال انطلاقة العمل بمؤسسة ذات سيادة تحفظ النظام العام وتسهر على أمن المواطنين والحفاظ على ممتلكاتهم.
السيد والي الجهة، الحضور الكريم،
لاشك أن الاستقرار الأمني، الذي تنعم به بلادنا هو ثمرة لعمل جماعي واستباقي، وتظافر جهود مختلف المصالح الأمنية والمؤسسات، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره اللّٰه وأيده، الرامية إلى تفعيل مفهوم الحكامة الأمنية الجيدة وترسيخ مبدأ الشرطة المُواطِنة، بالانفتاح على مختلف فعاليات المجتمع المدني، وإرساء جو الثقة لمتبادلة والتفاعل المسؤول بين جهاز الشرطة والمواطنين، خدمة للصالح العام.
فتحقيق الأمن، بقدر ما هو مطلب جماعي، فهو أيضا واجب وطني ونِتَاجٌ مشترك، وبالتالي ينبغي على الجميع المساهمة في توفير الظروف الملائمة للتمتع به والعيش في كنفه.
ولتحقيق هذا الهدف، تعمل قيادة هذا الأمن الولائي جاهدة من أجل التفعيل الأمثل لهذا المفهوم على أرض الواقع بالنجاعة والفعالية والجاهزية المطلوبة، من خلال تَبَّنِي إستراتيجية أمنية محكمة سَنَّتْها المديرية العامة للأمن الوطني، تأخذ بعين الاعتبار الخصوصية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية للعاصمة العلمية للمملكة.
وهكذا، وعملا بتوجيهات السيد المدير العام للأمن الوطني، ارتكزت الإستراتيجية المسطرة على مستوى الأمن الولائي بفاس على رسم خطة عمل، محددة الأهداف ومستمرة في الزمان والمكان، مبنية، أولا، على تحليل يومي لجميع الشكايات والوشايات والإشعارات التي تصل إلى علم مصالحنا، وثانيا، على مقاربة أمنية تراهن على عناصر الاستباقية والجاهزية والزجر.
وقد حققت هذه المقاربة الأمنية نتائج إيجابية في محاربة الجريمة بكل صورها وأشكالها، من حيث تعزيز التواجد الأمني بكل قطاعات وأحياء المدينة، والانتشار الجيد لمختلف الوحدات الأمنية الميدانية الراكبة والراجلة، التي تساهم، من جهة في إرساء الإحساس بالأمن لدى المواطن، وتمكن، من جهة أخرى، من إيقاف الأشخاص المشتبه تورطهم في قضايا مختلفة وكذا الأشخاص موضوع مذكرات بحث من أجل قضايا وأفعال إجرامية.
وسعيا منها في ترسيخ المقاربة الأمنية التشاركية ومواصلة لنهج التواصل المؤسساتي الذي تعتمده المديرية العامة للأمن الوطني، فقد عملت ولاية أمن فاس على ترسيخ الانفتاح على محيطها الخارجي وتدعيم شرطة القرب وتوطيد مرتكزات الحكامة الأمنية والإنتاج المشترك للأمن مع مختلف الهيئات التنظيمية والمهنية، وجميع فعاليات المجتمع المدني، من خلال عقد لقاءات تواصلية تنبني على الموضوعية والعمل المشترك مساهمة منها في تقريب الإدارة من المواطن.
وفي نفس السياق، تقوم ولاية أمن فاس بالتفاعل مع مختلف الأحداث التي تهم المواطن وتثار عبر وسائل الإعلام المكتوبة أو الإلكترونبة، وذلك من خلال إصدار بلاغات تروم إبراز الجهود المبذولة في مكافحة الجريمة بكل أنواعها بما في ذلك الجريمة الإلكترونية، وتقديم التوضيحات الضرورية لتنوير الرأي العام حول حقيقة القضايا والحوادث الطارئة لمحاربة تداول الأخبار الزائفة التي تنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وترسيخا لمفهوم الانفتاح على محيطها الخارجي والدور الذي تلعبه بالاهتمام بالناشئة، تواصل ولاية أمن فاس تنظيم دورات تحسيسية بالوسط المدرسي من خلال القيام بزيارات ميدانية من طرف أطر أمنية لمجموعة من المؤسسات التعليمية العمومية منها والخصوصية، للتواصل مع التلاميذ وتحسيسهم بمخاطر مجموعة من السلوكيات والممارسات التي قد تؤثر على مسارهم الدراسي والاجتماعي وتدفع بهم إلى الجنوح وإساءة استعمال الأنظمة المعلوماتية، إضافة إلى برمجة حصص تكوينية تحث على قيم المواطنة واحترام قواعد السلامة الطرقية.
كما انخرطت ولاية أمن فاس في ورش حماية حقوق الانسان وتدعيم آليات وبنيات الحماية القانونية لبعض الفئات الهشة على غرار التكفل بالنساء ضحايا العنف وحماية الأطفال القاصرين، وقد واصلت ولاية أمن فاس تقوية شراكتها المؤسساتية مع مؤسسة الوسيط وكذا المجلس الوطني لحقوق الإنسان من خلال التفاعل الإيجابي معهما بشأن تظلمات وشكايات المواطنين، كما عملت ولاية أمن فاس على تنزيل المقتضيات الخاصة بالآلية الوطنية للوقاية من التعذيب وتسهيل مأمورية لجانها في إطار الزيارات التي تقوم بها لأماكن الحرمان من الحرية ومنشآتها ومرافقها.
ونظرا لكون موضوع الأمن يعد مكونا أساسيا في ملفات احتضان المغرب لأكبر التظاهرات الرياضية والثقافية والعلمية والبيئية، فولاية أمن فاس تعمل ساهرة على وضع مخططات أمنية متكاملة من خلال إنجاز دراسات استيباقية ميدانية وعملياتية للاحتياجات الأمنية الضرورية لكل التظاهرات المزمع تنظيمها بمدينة فاس.
وفي هذا الإطار فولاية أمن فاس تعمل على بلورة الرؤية الاستراتيجية للبلاد التي تروم إلى تدعيم وتفعيل بروتوكولات أمنية نظامية من أجل إنجاح تأمين التظاهرات الرياضية الكبرى ذات البعد الدولي والقاري التي ستحتضنها مدينة فاس، وخاصة منها ما يتعلق بتنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030.
السيد الوالي، الضيوف الأفاضل؛
لا يفوتني في هذا الجمع المبارك، أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه تحية تقدير وامتنان للسيد والي جهة فاس مكناس، عامل عمالة فاس، على دعمه المتواصل للمصالح الأمنية والاستجابة الفورية لكل طلباتها وإشرافه المباشر على التنسيق المثمر مع مختلف السلطات المحلية منها والأمنية، الشيء الذي انعكس إيجابيا على الخدمات المقدمة من قبلها لسكان وَزُوار المدينة.
كما أوجه جزيل الشكر والتقدير للسلطات القضائية على تأطيرها وتتبعها وإشرافها اليومي على أعمال ضباط الشرطة القضائية، تحقيقا للعدالة الجنائية مع ما يفرضه ذلك من احترام للقانون وحسن تطبيقه.
كما أشيد من هذا المنبر بالتنسيق والتعاون الكبير الذي يميز علاقتنا مع مختلف الأجهزة الأمنية المختلفة والقوات العمومية والنظامية، وأذكر منها بالخصوص المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني والدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية، وذلك في إطار إستراتيجية هادفة ترمي أساسا إلى تحقيق الأمن والنظام العامين وفرض الامتثال لاحترام القانون.
وإذ نعيش أجواء هذا الاحتفال السنوي، فإن أسرة الأمن الوطني بفاس، قيادة وأطرا ومساعدين، تجدد الولاء والإخلاص للسدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين، سائلين المولى عز وجل
• أن يديم عليه رداء الصحة والعافية، ويحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأن يبارك في عمره ليبقى ذخرا وملاذا لهذه الأمة ورمز عزها وأمنها واستقرارها ووحدتها، وأن يقر عينه بولي عهده، صاحب السمو الملكي الأمير الجليل مولاي الحسن، والأميرة الجليلة لالة خديجة، وأن يَشُدَّ أَزْرَهُ بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
والسلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته.
محمد أعلا أوهتيت، والي أمن فاس.