واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة الماضية وفجر اليوم هجومها العسكري في مدن الضفة الغربية، حيث شنت هجمات شرسة على مخيم جنين وألقت طائرات مسيرة إسرائيلية قنابل على منازل الفلسطينيين. من جهة أخرى، أعلنت المقاومة الفلسطينية تصديها للاجتياحات العسكرية، حيث استهدفت قوات الاحتلال في مخيم عسكر شرقي نابلس.
شهدت مدينة نابلس مواجهات مسلحة عنيفة مع المقاومين الفلسطينيين، حيث وثقت وسائل إعلام فلسطينية اعتداءات الاحتلال، الذي احتجز جنوده شابًا على حاجز عورتا واعتدوا عليه بالضرب.
تصعيد المقاومة والمواجهات المسلحة
أعلنت كتيبة نابلس التابعة لسرايا القدس عن استهداف قوات الاحتلال بالرصاص والعبوات الناسفة، بينما أكدت كتائب شهداء الأقصى خوضها معارك شرسة ضد الاقتحامات الإسرائيلية. كما شهدت منطقة رفيديا في نابلس عمليات دهم للمنازل والشقق السكنية، ترافق ذلك مع إطلاق كثيف للرصاص الحي وقنابل الغاز.
وامتدت عمليات الاقتحام إلى مخيم الجلزون شمال رام الله ومدينة أريحا، حيث نفذت قوات الاحتلال عمليات دهم واعتقال بحق الفلسطينيين. كما واصلت فرض حصار خانق على بلدة حزما شمال شرق القدس، مما تسبب في أزمة مرورية خانقة نتيجة منع حركة المركبات.
تدمير وتهجير في جنين وطولكرم
للمرة الأولى منذ بدء العمليات العسكرية الأخيرة، اقتحمت قوات الاحتلال وسط مدينة طولكرم، حيث هدمت منزلاً في مخيم نور شمس، واستمرت حملتها الت destructive المتواصلة منذ 19 يومًا في المنطقة. كما أجبرت مئات العائلات على النزوح من منازلها وسط عمليات تخريب واسعة للبنية التحتية والمرافق العامة.
في مدينة جنين، زاد الاحتلال من هجماته، حيث قصفت طائرة مسيرة المخيم، ويستمر العدوان على المدينة والمخيم لليوم الخامس والعشرين، مما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا، حسب ما أفادت به اللجنة الإعلامية بالمخيم. كما أشارت اللجنة إلى أن الاحتلال أدى إلى نزوح 20 ألف فلسطيني، مع انقطاع كامل للمياه والكهرباء ونقص حاد في الاحتياجات الأساسية.
وذكرت اللجنة أيضًا أن نحو 470 منشأة ومنزلًا تعرضوا للتدمير بشكل كامل أو جزئي، بالإضافة إلى منع الاحتلال من وصول المياه إلى المستشفيات الرئيسية، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة. وكشفت أن قوات الاحتلال اعتقلت 120 فلسطينيًا منذ بداية الحملة العسكرية، وخضعت العشرات للتحقيق الميداني.
وتناولت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الجيش يدرس إنشاء مواقع عسكرية دائمة في مخيم جنين، لتعزيز السيطرة على المنطقة، مما يعكس نية لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي في المخيمات الفلسطينية.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، تصاعدت اعتداءات الاحتلال في الضفة الغربية، مما أدى إلى استشهاد 911 فلسطينيًا، وإصابة حوالي 7 آلاف آخرين، واعتقال أكثر من 14 ألفًا، وفقًا لمعطيات رسمية فلسطينية، مع مخاوف من استمرار سياسة التهجير والتدمير المنظم بحق الفلسطينيين.