وجه السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، رسالة إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمن، في الرد على الادعاءات الكاذبة التي ذكرها السفير الجزائري حول قضية الصحراء المغربية، خلال جلسة المجلس. وأوضح هلال أن الممثل الجزائري انخرط مجددًا في تشويه الحقائق المتعلقة بالسكان في مخيمات تندوف.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!في رسالته، عبّر هلال عن أسف المغرب بسبب التصريحات المغرضة التي أدلى بها السفير الجزائري، عمار بن جامع، خلال الاجتماع الذي تمحور حول “التحديات المرتبطة بالنزوح القسري عبر العالم”. واستغل السفير الجزائري وجود المفوض السامي لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، للترويج لمزاعم وتحوير الحقائق حول الساكنة في مخيمات تندوف.
وقدم هلال معطيات تدحض تصريحات السفير الجزائري، مؤكدًا أن السكان في مخيمات تندوف ليسوا “نازحين قسريًا” كما ادعى، بل هم محتجزون قسراً منذ خمسين عامًا، حيث تمنعهم الجزائر من العودة إلى الوطن أو الاستقرار في بلد ثالث أو الاندماج في الجزائر، كما توصي بذلك المفوضية السامية للاجئين.
وأشار هلال كذلك إلى أن الجزائر تنتهك الحقوق الإنسانية للسكان، وأضاف أن المسؤولية عن إدارة المخيمات تعود لجماعة “البوليساريو” الانفصالية، مما يعتبر انتهاكًا للقانون الدولي. بينما ذكر بأن مجلس الأمن ينظر في قضية الصحراء المغربية وفق الفصل السادس من الميثاق الأممي لأغراض التسوية السلمية للنزاع.
كما أكد هلال أن الجزائر لا تتعاون مع وكالات الأمم المتحدة لتوفير الخدمات الأساسية لسكان المخيمات، ممتنعًا عن السماح بإجراء إحصاء رسمي لهم. وأكد أن عدم إجراء هذا الإحصاء أدى إلى اختلاس المساعدات الإنسانية.
وفي رده على ما وصفه بدعوة الجزائر لـ”حل مستدام” لقضية الصحراء، أدان هلال هذه المحاولة، موضحًا أن الحل المرتقب يجب أن يستند إلى قرارات مجلس الأمن التي تدعو لاستئناف العملية السياسية، وهو ما رُفض من قبل الجزائر منذ تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام.
أبرز هلال أيضًا أن الحل يكمن في المبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي تصفها الأمم المتحدة بأنها جادة وذات مصداقية، مشيرًا إلى دعم أكثر من 100 دولة لهذه المبادرة، بما في ذلك أعضاء دائمون في مجلس الأمن.
استنكر هلال تلميحات السفير الجزائري حول الاستفتاء، مؤكدًا أن مجلس الأمن والجمعية العامة قد أقروا استبعاد خيار الاستفتاء نهائياً. وخلص هلال إلى أن السفير الجزائري يتجاهل القرارات التي دعمتها بلاده سابقًا بشأن الاستفتاء.
ستُنشر الرسالة التي وجهها هلال إلى مجلس الأمن كوثيقة رسمية، مما يُظهر التناسق في المواقف بين الأطراف المعنية، حيث تجاهل المفوض السامي لشؤون اللاجئين الادعاءات المغرضة للسفير الجزائري.