يحتفي المغرب، غداً الأربعاء 14 ماي، بفخر واعتزاز بالذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، وهي المؤسسة الملتزمة بحزم بمسار التحديث، وتواصل تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة، تجسيد القيم العالية من الولاء والانضباط والتفاني.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!يعتبر هذا الحدث فرصة لتسليط الضوء على الإنجازات الكبرى التي حققتها القوات المسلحة الملكية منذ تأسيسها عام 1956 على يد الملك محمد الخامس، حيث أصبحت نموذجاً للفعالية العملياتية والابتكار الاستراتيجي والإشعاع الدولي.
وقد انخرطت القوات المسلحة الملكية، منذ سنوات طويلة، في برنامج شامل للتحديث، يشمل تجديد المعدات وتعزيز البنيات التحتية وتحسين الظروف الاجتماعية لعناصرها. وبحلول عام 2025، حققت القوات المسلحة الملكية تقدماً كبيراً في عملية التحديث هذه، لاسيما من خلال استلام الدفعة الأولى من المروحيات الهجومية من طراز أباتشي AH-64، التي تم اقتناؤها في إطار التعليمات السامية لجلالة الملك، بهدف تعزيز قدرات القوات المسلحة الملكية.
يعكس هذا التطور استراتيجية تنويع الشراكات العسكرية التي ينتهجها المغرب، مع توجه نحو تحقيق السيادة الصناعية في مجال الدفاع، حيث تعمل المملكة على إنشاء صناعة عسكرية وطنية لتعزيز صمودها الاستراتيجي.
وعلى الصعيد الاجتماعي، تجلت الرعاية السامية لجلالة الملك لأسرة القوات المسلحة الملكية في تحقيق إنجازات كبيرة في مجالات السكن والبنيات التحتية. فحتى نهاية 2024، تم إنجاز حوالي 15,700 وحدة سكنية للإيجار، وتوفير 79,500 وحدة سكنية موجهة للملكية، بدعم مباشر من الدولة استفاد منه أكثر من 47,000 من العسكريين وموظفي الدفاع الوطني.
كما تم إطلاق عملية وطنية لمنح قطع أرضية مجانية لقدماء العسكريين أعضاء مؤسسة الحسن الثاني للأعمال الاجتماعية. وتعتزم وكالة المساكن والتجهيزات العسكرية تنفيذ برنامج استثماري بقيمة 3.4 مليار درهم خلال الفترة ما بين 2025 و2027، منها 1.4 مليار درهم في سنة 2025، لبناء 4,300 مسكن جديد، وتحديث البنيات التحتية العسكرية، وإطلاق عملية “الشهداء”.
تشمل هذه الدينامية أيضاً الخدمة العسكرية التي تعكس شغفاً كبيراً لدى الشباب، حيث تعتبر فرصة لتعزيز اندماجهم الاجتماعي والمهني من خلال تكوين مؤهل. وعلى المستوى الدولي، يواصل المغرب التأكيد على التزامه بالسلم، ويعد من المساهمين الرئيسيين في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، مع خبرة معترف بها في هذا المجال. مركز التميز لعمليات حفظ السلام في ابن سليمان يقدم تكوينات في عدة مجالات.
يتجلى التعاون العسكري للمغرب دولياً من خلال التمارين المشتركة، مثل تمرين “الأسد الإفريقي” مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعكس دور المملكة كفاعل في الاستقرار الإقليمي.
في المجال الأكاديمي، أعلن جلالة الملك في عام 2023 عن إنشاء المركز الملكي للدراسات وأبحاث الدفاع التابع للكلية الملكية للدراسات العسكرية العليا، مما يمثل خطوة نوعية في تعزيز المقاربة الاستراتيجية في قضايا الدفاع والأمن.
تتميز القوات المسلحة الملكية، أكثر من أي وقت مضى، كمؤسسة وطنية راسخة، متمازجة مع التحديات المعاصرة، حيث تظل وفية للقيم المؤسسة التي تشكل هويتها. وتستمر في كتابة صفحات مجيدة من التاريخ العسكري المغربي، في خدمة مجد المملكة وأمن الوطن.