تساهم أنظمة الري الحديثة والذكية في إدارة الموارد المائية بشكل أكثر فعالية، من خلال تقليل الفاقد من المياه وزيادة كفاءة استخدامها، بالإضافة إلى تعزيز الإنتاج الزراعي وتحسين جودته. في ظل نقص الأمطار وانخفاض مستويات المياه في السدود نتيجة التغيرات المناخية، أصبح الاعتماد على هذه الأنظمة، مثل الري بالتنقيط والرش والري تحت السطح، خيارًا ضروريًا يتطلب تعزيز المعرفة العلمية والابتكار التكنولوجي.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!في إقليم بركان، انخرطت العديد من الشركات الزراعية في هذا الاتجاه، حيث قدمت شركة متخصصة في أنظمة الري المستدام في القطب الفلاحي بمداغ لطلبة الكلية متعددة التخصصات بالناظور (الفوج الرابع لشعبة ماجستير علوم البيولوجيا والبيوتكنولوجيا النباتية) فرصة لاستكشاف التجربة المهنية المتميزة لهذه الشركة خلال درس ميداني حول “السقي والتسميد الزراعي”.
شكلت هذه الزيارة فرصة للطلبة لتعزيز مهاراتهم التطبيقية من خلال التعرف ميدانيًا على معدات وتقنيات حديثة تعتمد على الطاقة الشمسية وتحلية المياه والري الذكي. كما كانت مناسبة لاكتشاف أنظمة وتجهيزات دقيقة للسقي والتسميد في منصة متخصصة في تجهيز أشجار الزيتون، حيث تمكن الطلبة من تبادل الخبرات مع مهندسي وتقنيي الشركة لتعميق فهمهم لإمكانيات إدخال التكنولوجيا في إدارة الموارد المائية.
أوضح كمال أبركاني، أستاذ العلوم والهندسة الزراعية بالكلية، أن هذه الزيارة تمثل تجربة تعليمية ميدانية غنية تساهم في تحويل المعرفة النظرية إلى واقع ملموس، إذ تعرف الطلبة على المعدات التقنية المستخدمة في شبكات الري واستفادوا من شروحات حول تشغيل وصيانة هذه المنظومات. وأشار إلى أن هذه الزيارة ستعزز تكوينهم العلمي وتساعدهم على فهم تحديات إدارة المياه في ظل محدوديتها وتزايد سنوات الجفاف.
كما أكد ياسين المحفوظي، المستثمر ونائب مدير الشركة المعنية، أن هذه المبادرة تهدف إلى إطلاع الطلبة على أحدث التطورات في مجال الري الموضعي وتقنيات الضخ باستخدام الطاقة الكهروضوئية. أضاف أن الانفتاح على الطلبة والباحثين يسهم في تعزيز فهمهم للواقع الميداني وتطبيق المعرفة النظرية في الزراعة.
وعبرت الطالبة وسيلة صبري عن اهتمامها بالتجربة، معبرةً عن فوائدها في ربط ما درسته في الجامعة بالواقع العملي، خاصة فيما يتعلق بتصميم وصيانة شبكات الري. وأكدت أن دمج البحث العلمي بالتطبيق العملي يعد رافعة أساسية للحفاظ على الموارد المائية وتحقيق التوازن بين الفعالية الاقتصادية والبيئية في الزراعة.