يُعقد مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات من 9 إلى 13 يونيو في مدينة نيس، بمشاركة نخبة من القادة العالميين، بهدف تسريع تحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة، الذي يركز على الحفاظ على المحيطات والبحار والموارد البحرية بشكل مستدام، في ظل الأزمات البيئية المتزايدة التي تتطلب استجابة منسقة وطموحة.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!تحت مظلة هذا المؤتمر، الذي يضم رؤساء دول وخبراء ومؤسسات مالية ومنظمات غير حكومية وفاعلين من القطاع البحري، تُطرح قضايا هامة مثل مكافحة التلوث البلاستيكي، الصيد الجائر، تحمض المحيطات، وآثار تغير المناخ. يُعتبر المؤتمر منصة استراتيجية لتعزيز الحوكمة العالمية للمحيطات وتعزيز التعاون الدولي وتحفيز الحلول للتصدي للتحديات المناخية والبيئية والاقتصادية، بالإضافة إلى دعم الالتزامات لحماية التنوع البيولوجي البحري.
هذا المؤتمر، الذي يُعقد للمرة الثالثة بعد الاجتماعات في نيويورك عام 2017 ولشبونة عام 2022، يهدف إلى تزويد صناع القرار والخبراء بوجهات نظر متنوعة لمواجهة التحديات العديدة التي تهدد المحيطات، “الرئة الزرقاء” لكوكب الأرض، الذي يغطي أكثر من 70% من سطحه ويحتوي على 97% من الموارد المائية.
لكن المحيطات تواجه تهديدات عديدة مثيرة للقلق، مثل زيادة حموضتها بنسبة 30% منذ العصر ما قبل الصناعي، وارتفاع درجات حرارة المحيطات خلال عامي 2023 و2024. كما أن مستوى سطح البحر يرتفع بوتيرة متزايدة، حيث ارتفع من 1.3 ملم إلى 3.7 ملم سنويًا، مع توقعات لارتفاعه حتى 110 سنتيمترات بحلول عام 2100.
تدهور التنوع البيولوجي البحري أصبح مقلقاً حيث اختفى نصف الشعاب المرجانية الحية منذ القرن التاسع عشر، وارتفاع درجات الحرارة العالمية قد يؤدي إلى اختفاء 99% منها. حاليًا، 72% من الأصناف البحرية المهددة موجودة في المناطق البحرية المحمية، وثلث أسماك القرش مهددة بالانقراض بسبب الصيد المفرط.
الاقتصاد الأزرق يمثل أداة مهمة لتحقيق التنمية المستدامة، لكنه يواجه تحديات متزايدة. بلغ الإنتاج العالمي في قطاعي الصيد وتربية الأحياء المائية 223.2 مليون طن عام 2022، و61.8 مليون شخص يعتمدون على هذا القطاع. ومع ذلك، 37.3% من مخزونات الأسماك تُستغل بشكل مفرط، بينما يُقدَّر حجم الصيد غير القانوني بما بين 10 و26 مليون طن سنويًا.
النقل البحري، الذي يمثل 80% من التجارة العالمية، يعاني من مشكلات بيئية رغم كفاءته الطاقية، إذ يساهم في 3% من انبعاثات الغازات الدفيئة التي تزداد مع مرور الوقت. على الرغم من القيمة الاقتصادية العالية للاقتصاد الأزرق، يعتبر الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة من الأهداف الأقل تمويلاً.
على هامش المؤتمر، يُنظم عدد من الفعاليات التي تشمل قمة إفريقيا من أجل المحيط، بمشاركة المغرب وفرنسا، لمناقشة الإدارة المستدامة للموارد البحرية وتنمية البنية التحتية. كما يُنتظر إطلاق مشاريع جديدة وإبرام اتفاقيات لحماية المناطق البحرية وتعزيز الحوكمة الرقمية للمحيطات.
يتم تنظيم المؤتمر بالشراكة بين فرنسا وكوستاريكا تحت رعاية الأمم المتحدة، ويأتي تحت شعار “تسريع العمل وتعبئة الجميع من أجل الحفاظ على المحيط واستغلاله على نحو مستدام”.