خلال مؤتمر “علامات الأورام: الجوانب الأساسية والسريرية” الذي أقيم في روسيا، صرح فيكتور تكاتشيف، الخبير التقني والمدير الفني لشركة OmicsWay، بأن “الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي لا يمكن أن يحل محل الأطباء، بل يُستخدم لتعزيز قدراتهم في تشخيص وعلاج المرضى”.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأضاف تكاتشيف: “رغم المخاوف المحيطة، لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوض الأطباء، فأساليب التفكير والتحليل لدى هذه البرمجيات تختلف عن تلك التي يمتلكها البشر. نرى أن استخدام هذه التقنية في الطب يمثل تحولًا في أسلوب العمل، ولا يزال هناك حاجة دائمة للأطباء والمتخصصين في مختلف المجالات”.
وأشار تكاتشيف إلى أن “الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في سرعة معالجة البيانات، ويقوم بتحليلها بشكل موضوعي، لكن لا يمكن الاستغناء عن الخبرات البشرية في تقييم الوضع العام خلال عمليات التشخيص والعلاج، كما أن الأخلاقيات والتواصل البشري لا غنى عنهما في المجال الطبي”.
مع تزايد عدد مستخدمي برامج الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك روبوتات الدردشة، تسعى دراسة حديثة إلى قياس مدى ثقة المستخدمين في هذه البرامج كمصادر للنصائح الطبية. فهل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الكفاءات البشرية في المستقبل القريب أم سيعززها؟
عند ظهور مشكلة صحية أو الشعور بألم، يلجأ الكثيرون إلى البحث عبر الإنترنت عن الأسباب المحتملة. ومع التطور السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، تظهر طرق رقمية مبتكرة للحصول على المشورة الطبية، مثل روبوتات الدردشة.
تقدم العديد من الأدوات والبرامج، مثل تطبيق ChatGPT، إمكانية الوصول إلى المعلومات الطبية دون الحاجة لاستشارة الأطباء المتخصصين.
بينما حاولت معظم الأبحاث السابقة تقييم أداء البرامج المتاحة في هذا المجال، تسعى دراسة حديثة، وفقًا لموقع “ناتشر” المتخصص في الأبحاث العلمية، إلى التنبؤ بمستقبل هذه الخدمات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي من خلال قياس ردود فعل المستخدمين.
في دراسة أجراها باحثون من جامعتي فورتسبورغ الألمانية وكامبردج البريطانية بالتعاون مع شركة فايزر فارما، تم عرض سيناريوهات مختلفة حول مصادر المشورة الطبية على حوالي 2500 مشارك.
تلقى جميع المشاركين استشارات طبية متطابقة مع تغيير في مصادرها، التي شملت “الذكاء الاصطناعي”، “طبيب بشري”، و”ذكاء اصطناعي مع طبيب بشري”.
على الرغم من الإمكانات الكبيرة للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي ودقته العالية في تشخيص الأمراض، وجد الباحثون أن المرضى كانوا أقل استعدادًا لاتباع النصائح الطبية إذا كان الذكاء الاصطناعي جزءًا منها.
أظهرت النتائج وجود “تحيز ضد الذكاء الاصطناعي عند تلقي المشورة الطبية الرقمية، حتى عندما يُفترض أن الذكاء الاصطناعي يشرف عليه الأطباء”.
قيم المشاركون النصائح الطبية المقدمة من “الذكاء الاصطناعي” و”طبيب بشري مع ذكاء اصطناعي” بأنها أقل موثوقية وأقل تعاطفًا مقارنة بالمشورة البشرية.
وأوضح الباحث موريتز ريس من جامعة فورتسبرغ، لموقع مجلة دير شبيغل الألمانية، أن الدراسة تركز على ظروف استخدام الذكاء الاصطناعي من قبل المرضى وليس على الخصائص التقنية للتطبيقات.
وأشار ريس إلى أن “مستقبل استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب لا يتعلق فقط بالإمكانات التقنية، بل أيضًا بمدى تقبل المرضى له. من الضروري تعزيز الوعي بالذكاء الاصطناعي بشكل عام”.
كما أكد ريس على أهمية ثقة المريض في أن الطبيب البشري هو الذي يمتلك دائمًا السلطة النهائية في اتخاذ القرار مع المريض.