سلط وزير الصحة والحماية الاجتماعية، خالد آيت الطالب، اليوم الأربعاء ضمن فعاليات معرض (جيتكس غلوبال) بدبي الضوء على رؤية المغرب الطموحة للتحول الرقمي في قطاع الصحة، مشيرًا إلى أن الابتكار التكنولوجي أصبح جزءًا أساسيًا من الاستراتيجية الوطنية لتطوير النظام الصحي.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وخلال جلسة نقاش رفيعة المستوى نظمتها الوزارة تحت عنوان “التحول الرقمي في قطاع الصحة: زيادة الكفاءة وسهولة الوصول إلى الرعاية عبر التكنولوجيات الحديثة”، أكد آيت الطالب أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، يسير بخطى ثابتة نحو إحداث تحول شامل وعميق في النظام الصحي.
وأشار الوزير إلى الدور الحيوي للتقنيات الحديثة في تحسين إمكانية الوصول إلى الرعاية، خاصة في المناطق النائية، حيث تساهم خدمات الطب عن بعد والوحدات الطبية المتنقلة في تقديم رعاية صحية متخصصة دون الحاجة إلى التنقل، مما يعد إنجازًا نحو تحقيق العدالة الصحية.
كما تناول الوزير التحديات المرتبطة بالتحول الرقمي، مثل تحقيق التكامل بين أنظمة المعلومات الصحية، مؤكدًا أن النظام الصحي الحديث يعتمد على تبادل البيانات بشكل آمن وفعال. وأوضح أن المغرب يعمل على تطوير نظام معلومات متكامل يعتمد على “الملف الطبي المشترك” لتعزيز استمرارية الرعاية الصحية وفقًا لأفضل المعايير الدولية في الأمن السيبراني.
وتحدث عن الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين الرعاية الصحية، مشيرًا إلى أن هذه التقنية تُحدث تحولًا جذريًا في دقة التشخيصات وتطوير مسارات العلاج. وأكد الوزير أن المغرب يشهد مشاريع تجريبية في مجالات مثل الأشعة وعلم الأورام وإدارة الطوارئ، مشددًا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
كما أشار إلى أن التعاون بين الجهات الحكومية والخاصة يمكن أن يسرع من عملية التحول الرقمي عبر تعبئة الموارد الضرورية، معبرًا عن تقديره لدور الشركات الناشئة المغربية في تطوير حلول مبتكرة لتحسين جودة الرعاية الصحية.
وأكد التزام المغرب، وفقًا للتوجيهات الملكية، بتعزيز التعاون التكنولوجي وتبادل الابتكارات مع الدول الأخرى، مشددًا على أن تبادل التكنولوجيا وبناء القدرات المهنية في المجال الصحي يعد من الأولويات الوطنية.
واختتم الوزير بالتأكيد على أن التحول الرقمي في قطاع الصحة هو عملية مستمرة تتطلب التكيف مع التحديات، معربًا عن ثقته بأن تبادل التجارب والخبرات على المستوى الدولي سيمكن المغرب من تكييف هذه الابتكارات مع سياقه الوطني، مما يعزز كفاءة النظام الصحي المغربي.
وشهدت الجلسة النقاشية مشاركة واسعة من ممثلين حكوميين وخبراء في الصحة الرقمية وصناع القرار، بالإضافة إلى شركاء تكنولوجيين ومنظمات دولية. وركزت المداخلات على مواضيع حيوية مثل طب المستقبل، الذكاء الاصطناعي، التطبيب عن بعد، وإنترنت الأشياء الطبية، مع التأكيد على أهمية الأمن السيبراني وحماية البيانات.
ويعتبر معرض جيتكس غلوبال، الذي يشارك فيه أكثر من 6500 عارض و1800 شركة ناشئة و1200 مستثمر من نحو 180 دولة، منصة لتعزيز الشراكات وإطلاق حلول جديدة، مما يسهم في تسريع التحول الاجتماعي والاقتصادي القائم على الذكاء الاصطناعي عالميًا.