أعلنت منظمة “هانديكاب إنترناشيونال” الدولية غير الحكومية أن الفظائع التي تُرتكب في قطاع غزة أمام أعيننا، في ظل غياب تحرك المجتمع الدولي، تثير الرعب، مضيفة أن درجة نزع الإنسانية عن الفلسطينيين مروعة. جاء ذلك في مقابلة صحفية لـ مارا بيرناسكوني، المسؤولة عن مناصرة فلسطين في المنظمة، حيث قدمت وصفًا للوضع الإنساني في القطاع.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأوضحت بيرناسكوني، التي عادت قبل أيام من مهمة تقديم المساعدات إلى غزة، أن الحياة هناك تسير في ظروف غير إنسانية، حيث لا توجد كهرباء، ومياه الشرب محدودة، كما يواجه السكان برودة ورطوبة وعواصف رملية. وذكرت أنه خلال زيارتها، كانت الخيام تطاير بفعل الرياح في وقت لم يبقَ للناس أي شيء. كما أن الملاجئ لا تقدم سوى الحد الأدنى من الحماية، وهناك دمار هائل، إذ سقطت المباني وتكدست الأنقاض في كل مكان، وتحطمت الطرق بفعل القصف.
وأضافت أن الناس يعيشون في رعب مستمر من القصف المقبل، ويدركون أنهم قد يصبحون الضحايا في أي لحظة دون أي تمييز. وعبّر الكثيرون عن تساؤلاتهم لماذا لم يتم قصف حيّهم بعد، بينما ذهب البعض إلى القول: “لماذا ليس أنا؟”.
وأشارت بيرناسكوني إلى أن العائلات، بحثًا عن البقاء، تضطر لاتخاذ قرارات مؤلمة، حيث ينقسم أفراد الأسرة، فيذهب الأب مع بعض الأطفال والأم مع الآخرين، بعضهم يتوجه إلى وسط غزة والبعض الآخر إلى الجنوب. هذه ظروف مرعبة، فبعض الأسر لا يتناولون سوى وجبة واحدة يوميًا ليتمكنوا من إطعام أطفالهم.
وعن مخاوفها ومنظمتها من حدوث مجاعات بسبب نقص الإمدادات جراء حظر السلطات الإسرائيلية للمساعدات الإنسانية وقطع الكهرباء، ذكرت بيرناسكوني أنه خلال فترة وقف إطلاق النار، تمكنت المنظمة من إدخال كميات كبيرة من المساعدات، مثل الأطراف الصناعية والدعامات الطبية والمستلزمات الأساسية، لكن مخزونها سينفد قريبًا.
وأكدت أن منع إدخال المساعدات في بداية الشهر يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي. وطبقًا للمعاهدات الدولية، تتحمل القوة المحتلة مسؤولية توفير الطعام والمياه والأدوية للسكان، وتسهيل وصول فرق الإغاثة، كما نصت عليه اتفاقية جنيف لعام 1949. وأدانت استخدام المساعدات الإنسانية كورقة ضغط في المفاوضات، واصفة إياها بأنها “عقاب جماعي”.