استعدادات لتوزيع الطحين مباشرة على العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، دون الاعتماد على وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” بعد موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي على طلب من الأمم المتحدة.
وفقًا لمصادر صحفية، سيتم توزيع الطحين في إطار دورة تجريبية واحدة، حيث ستحصل كل عائلة على كيس طحين واحد بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي. وأشارت المصادر إلى أنه إذا سارت الأمور بشكل جيد، فسيتم العودة إلى النظام السابق الذي يتضمن توزيع الطحين وكراتين المعلبات، مع التنبيه إلى أن التوزيع “لن يتم باسم الأونروا مباشرة، بل عبر جهات أممية تستخدم موظفي ومقدرات الأونروا”.
في ذات السياق، أكد مصدر في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” أن سلطات الاحتلال وافقت على الطلب الأممي بتوزيع الطحين على العائلات الفلسطينية مباشرة. وأوضح أن منظمات دولية، بما في ذلك برنامج الغذاء العالمي و”أونروا”، ستعقد اجتماعًا خلال الساعات القادمة لمناقشة مسألة توريد الدقيق للعائلات مباشرة في جميع أنحاء القطاع، وليس عبر المخابز.
أفاد المصدر بأن “أونروا” لديها 400 نقطة توزيع جاهزة للعمل في مناطق قطاع غزة، كما أن المنظمة الأممية تمتلك 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات في معبر رفح، وقادرة على تسليم دفعة طارئة لجميع المواطنين.
من جانبها، أكدت “أونروا” أنها تواصل المطالبة باستئناف توزيع المساعدات بشكل مباشر من خلال الأنظمة الإنسانية الموثوقة التي خدمت المجتمع لفترة طويلة بكرامة وإنسانية. وذكرت في تصريح صحفي أن لديها آلاف الشاحنات المحملة بالمساعدات تنتظر الدخول إلى قطاع غزة، وتضغط على السلطات الإسرائيلية للسماح بدخولها لاستئناف الدعم العاجل الذي يحتاجه المجتمع.
في وقت سابق، انتقد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فيليب لازاريني، نظام توزيع المساعدات المدعوم أميركياً في قطاع غزة، واعتبره هدرًا للموارد وإلهاء عن الفظائع. وأشار إلى أن توزيع المساعدات في 3 أو 4 نقاط يجبر سكان غزة على النزوح، بينما كان يتم التوزيع من خلال 400 نقطة.
شهد اليوم الأول لتوزيع المساعدات وفق الآلية الإسرائيلية فوضى واسعة، حيث فقد المسلحون التابعون للشركة الأميركية السيطرة على مركز توزيع المساعدات. كما استشهد 3 فلسطينيين وأصيب العشرات بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب نقطة توزيع المساعدات غرب مدينة رفح.
وفيما يتعلق بالمخططات الإسرائيلية في غزة، أكد لازاريني أن هناك نية لدفع سكان قطاع غزة نحو الجنوب في مساحة تعادل من 20 إلى 25% من مساحة القطاع، مشيرًا إلى أن غالبية مناطق القطاع تخضع الآن لأوامر الإجلاء العسكري، وتساءل: هل سيبقى الناس هناك أم سيتم دفعهم للخروج من القطاع؟ وهل سننجح في وقف إطلاق النار؟ وإذا حصل ذلك، كم سنعتمد عليه في إعادة الإعمار وبناء غزة من جديد؟
حقوق الطبع محفوظة لجريدة القرب 2024-2025 ©