من المؤكد ان اسراىيل هي ذراع الغرب في المنطقة ، الغرب كله الان يصرح بأنه سيحمي إسرائيل ويدافع عن وجودها ، اذن فضربات ايران ردا على اسراىيل مهما اشتدت فلها نهاية معلومة ، إما ان تتوقف واما ان يوقفها الغرب بسلاح حاسم وليس بحرب مطولة !! هذا تفهمه من رساىل ترامب امس الى بوتين والذي بدوره نقلها الى خامينىي وامر الروس في الوقت نفسه بسرعة مغادرة طهران كتأكيد على كلامه.
كما تفهمه من تصريحات ماكرون ايضا !
مهما كان هذا الذي يضرب تل ابيب ويثخنها حتى لو كان حمورابي او الهندوس فنحن من مصلحتنا استنزاف عدو غزة الاول وعدو المسلمين الأول : الصهاينة ! هذا امر قطعي مبني على قاعدة الأصلح ، وقاعدة اينما كانت المصلحة فتم شرع الله ! ولكننا لا نحتاج للتذكير بان فرحتنا باستنزاف اسراىيل من قبل الهندوس مثلا لا يعني انهم يناصرون غزة فعلا او اصبحوا مسلمين فعلا او يصلحون قادة لنجاهد تحت رايتهم ! فالفرح بما تحصل من ضرباتهم شيء ونتقاطع فيه ! وتصحيح عقاىدهم او نعتهم بابطال تحرير غزة شيء اخر .فنحن نعلم ان ما فعته ايران في تلا ابيب من دمار قد فعلته على مدى ثلاثة عشر سنة في سوريا أضعافا مضاعفة ذهب ضحيتها4 مليون سني .. والقصة لا تخفى عليك ومثلها في العراق واليمن وافغانستان !
القصة هنا ان ايران مهما كانت مفاسد تغولها وتحقيق انتصاراتها على السنة فلن تكون بأفسد من تغول اليهود وانتصارهم عليها ! فلذلك فكفة ايران اذا رجحت سيكون هذا الاصلح نسبيا ومقارنة بكفة اليهود لا الاصلح مطلقا.
ولكن من الناحية الواقعية لن يحدث هذا الامر بالمقاييس السياسية والاستراتيجية ، فاسراىيل قد التزم الغرب بحمايتها والحفاظ على تفوقها الاستراتيجي العسكري في المنطقة ، وهو و ما يعني ان الغرب ان لم تقع مفاوضات تتوقف على اثرها الحرب ، سيتدخل تدخلا عنيفا ومحسوبا في الوقت نفسه يحمي صنيعته اسراىيل والتي لا يمكنه التفوق في المنطقة بدونها . مع حرصه على بقاء شعرة معاوية مع ايران شريكته في استعمار العراق وخيراته ! حتى لو اضطر لخيار النووي الرادع !
اذن من سيفوز .. الى الان يبدو ان الكفة تميل الى خسارة الطرفين معا فكما ترى كلاهما ذاق من وبال الصواريخ ما ذاق من الدمار والقتل .. وكلاهما استنزف اقتصاديا ايضا ! وكلاهما يشعر بالخطر على مصيره …
وسواء توقفت الحرب بالمفاوضات او بتدخل حاسم من الغرب فان ايران ضُربت في مقتلها كما ضُربت اسرائيل في مقتلها !
وضربت الشراكة الايرانية الغربية الاستعمارية في المنطقة في مقتل !!
الداخل السياسي الاسرائيلي اصابه دمار كما اصاب بناياتها .. ووضعها كقوة لا تقهر ايضا اصيب في مقتل ! والتفاف العديد من الدول حول ايران لدعمها جعل اسراىيل تنكمش وتبدو معزولة في خطر كبير .. زد على ذلك نقمة الاسرائليين بعد ان تضع الحرب اوزارها وكل هذا يصب في الاصلح ويساهم في حل وضع غزة .
وايران ايضا طالها من الدمار في بنيتها السياسية والنووية والعسكرية والاقتصادية ، وستعاني اكثر بعد ان تضع الحرب اوزارها من جراء عقوبات طويلة الامد للحد من قدراتها العسكرية التي ارعبت الغرب.
هذا كله ، سيصب في النهاية في الاصلح لأهل السنة بعد استنزاف العدو الاكبر لهم ثم الذي يليه .( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ).
ايران لو فاوضها الغرب الان ستتفاوض على برنامجها النووي وعلى العدوان الاسرائيلي عليها .. ولن تجعل غزة محورا للتفاوض فليست تلك قضيتها التي لأجلها ضربت تل ايب بالصواريخ ، فلماذا تجعل انت مسالة غزة من صميم اهدافها وهي لا تفاوض عليها اصلا .. لو كان يعنيها امرها لصرحت انها لن توقف ضرب اسرائيل حتى توقف اسرئيل ضرب غزة .. فهل سمعت منها ذلك ؟!! فلماذا تسوق ذلك !