تؤكد العاصمة النمساوية فيينا استعدادها لاستضافة مؤتمر يهدف إلى التعبير عن رفض شخصيات يهودية بارزة للإبادة التي تتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وذلك تحت شعار “اليهودية ليست الصهيونية”. وأفادت الناشطة النمساوية داليا ساريغ فيلنر، إحدى ممثلات المبادرة اليهودية ضد الصهيونية في النمسا، أن مؤتمر “اليهودي الأول ضد الصهيونية” سيعقد في يونيو/ حزيران القادم. وأوضحت ساريغ فيلنر أن مبادرتها ليست الوحيدة المعادية للصهيونية، حيث توجد حركات يهودية أخرى معارضة لهذه الحركة منذ تأسيسها، ومنذ قيام دولة إسرائيل عام 1948. وتجدر الإشارة إلى أن الصهيونية هي حركة سياسية نشأت في أواخر القرن التاسع عشر وسط المجتمعات اليهودية في أوروبا، وتهدف إلى إقامة وطن لليهود في فلسطين التاريخية على حساب سكانها الأصليين، الذين تعرضوا للتهجير منذ 1948 تحت ضغط المجازر والسيطرة الاستيطانية.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!أول مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية
أفادت فيلنر بأن “المبادرة اليهودية ضد الصهيونية” في النمسا قد تم تأسيسها بعد مؤتمر فلسطين الذي عُقد في فيينا العام الماضي. وأشارت إلى أن المبادرة قررت تنظيم “المؤتمر اليهودي الأول ضد الصهيونية” في فيينا لتأكيد أن “اليهودية لا تتعلق بالصهيونية”. وأوضحت الناشطة النمساوية أنها وزملاؤها ينتمون إلى منصة جامعية تحمل اسم “يهود من أجل العدالة للفلسطينيين”، والتي تضم عشرات الآلاف من اليهود ومنظمات متعددة في أوروبا.
كما ذكرت أن المشاركين في هذه المنصة يتواصلون مع اليهود المعارضين للصهيونية في مناطق مختلفة من العالم، لا سيما في الولايات المتحدة. وقد أوضحت أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين؛ الأول هو إثبات أن انتقاد الصهيونية في النمسا لا يُعتبر معاداة للسامية، والثاني هو ضمان توصيل أصوات اليهود المناهضين للصهيونية إلى مختلف أنحاء العالم بشأن القضية الفلسطينية.
مؤتمر مضاد في المكان الذي انطلقت منه الصهيونية
وأوضحت ساريغ فيلنر سبب تنظيم المؤتمر في فيينا، مشيرة إلى أن الاختيار جاء بسبب كونها مسقط رأس ثيودور هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ومهد انطلاقها. وأضافت: “رغبتنا كانت الاجتماع هنا، وقلنا: دعونا نُقيم المؤتمر اليهودي المعارض للصهيونية كخطوة تعبيرية ضدها. سيتناول هذا المؤتمر مناقشة مناهضة الصهيونية، لكن القضية الأساسية ستكون البحث في سبل دعم حرية فلسطين”.
المؤتمر يسعى لإنهاء الإبادة الجماعية بغزة
و
أكدت ساريغ فيلنر أن المؤتمر يهدف بشكل أساسي إلى إنهاء الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023. وأوضحت أن “الإبادة الجماعية” هي العامل الرئيسي الذي يحثهم على التحرك، مشددة على ضرورة وضع حدٍ لهذه الجرائم فورًا، وأنها السبب وراء تكثيف جهودهم.
كما أكدت أن المؤتمر يعتزم توحيد الجهود في مختلف البلدان على المستوى الدولي، وزيادة الضغط على حكومات الدول، خصوصًا في الغرب، لدفعها إلى إنهاء تعاونها مع إسرائيل بما يساهم في إنهاء الإبادة الجماعية. ومن المقرر أن يحضر المؤتمر، الذي سينعقد في الفترة من 13 إلى 15 يونيو المقبل، أكاديميون وناشطون لهم سمعة دولية في نشاطهم بشأن فلسطين، ومن بينهم المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابي، والباحث الفلسطيني سلمان أبو ستة، والممثلة الكوميدية الأمريكية كاتي هالبر، والأكاديمي الكندي جاكوب رابكين.
وأشار الناشطة النمساوية إلى وجود محاولات جديدة لمنع تنظيم الفعاليات المؤيدة لفلسطين في النمسا، خاصة بعد 7 أكتوبر 2023، موضحة أنهم يواجهون تحديات مباشرة وغير مباشرة عند الترويج للمؤتمر، مثل إلغاء حجوزات الصالات المخصصة له. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تدعم الولايات المتحدة إسرائيل في ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، ما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود.