في الوقت الذي يحتفي به العالم في الثالث من مايو باليوم العالمي لحرية الصحافة، يواجه الصحفيون الفلسطينيون في قطاع غزة واحدة من أصعب الفترات في مسيرتهم المهنية. حيث أصبحت كاميراتهم أهدافًا واضحة والكلمة تُعتبر جريمة، وذلك في ظل الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 7 أكتوبر 2023.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وفي ظل هذه المآسي الإنسانية، لم يعد نقل الحقيقة من غزة مجرد واجب مهني، بل أصبح مغامرة يومية تهدد حياة كل صحفي فلسطيني، حيث يمكن أن تُحرق حياتهم على الهواء نتيجة النيران الإسرائيلية. ومنذ بداية الإبادة، استشهد أكثر من 212 صحفيًا فلسطينيًا، حسب الإحصائيات الرسمية والمحلية، حيث سقط معظمهم خلال التغطيات المباشرة أو في منازلهم جراء القصف المتعمد، مما يُظهر انتهاكات صارخة للقوانين الدولية التي تحمي الصحفيين أثناء النزاعات.
تسببت الإبادة، التي مدعومة من الولايات المتحدة منذ 7 أكتوبر 2023، في مقتل وإصابة أكثر من 170 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. في سياق هذا الواقع المرير، دعا الصحفي الفلسطيني سامي شحادة الجهات المختصة إلى “منح الحق للصحفي الفلسطيني في الحرية وحقوقه” ليتمكن من أداء واجبه في نقل حقائق الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
شدد شحادة على أن الصحفيين في غزة أصبحوا مستهدفين، حيث حمل الكاميرا أو الصورة أصبح سببًا للذعر والخوف في ظل الانتهاكات المستمرة من الاحتلال الإسرائيلي. وأكد أن هناك “حملة تشويه وتضليل” تقوم بها إسرائيل ضد الصحفيين الفلسطينيين، مما يهدد الرسالة الإعلامية.
كما أشار شحادة، وهو يعاني من إصابة جسدية، إلى أنه “ممنوع من السفر” لتلقي العلاج. يُسمح للمصابين بالخروج لتلقي العلاج فقط بعد موافقة إسرائيلية، مما يعكس التضييق المستمر على الصحفيين حتى في حالة الإصابة.
وأكد الصحفي مطيع مصبح أن استهداف إسرائيل للصحفيين هو “خطة ممنهجة لإسكات الرواية الفلسطينية”، ومنعهم من كشف الحقيقة أمام العالم في ظل الإبادة المستمرة. ورغم المخاطر، يتمسك الصحفيون في غزة بمسؤولياتهم المهنية، مؤكدين على حاجتهم للدعم والمساندة لاستمرار عملهم.
في اليوم الذي يشيد فيه العالم بحرية الصحافة، تُكرّس غزة هذا اليوم بلغة الدم والجوع، حيث تُسفك دماء الصحفيين الفلسطينيين في الشوارع، وتتعرّض مقراتهم للاقتحام، وتُدمر أدواتهم. كما تم تقدير خسائر القطاع الإعلامي في غزة بأكثر من 400 مليون دولار.
تطالب نقابة الصحفيين الفلسطينيين بوقف الجرائم الإسرائيلية ضد الصحفيين، وتدعو المجتمع الدولي إلى حماية الصحفيين الفلسطينيين، وضمان توفير الاحتياجات الأساسية لأداء عملهم، بالإشارة إلى أن العالم يحتفل بحرية الصحافة بينما تتعرض فلسطين لأبشع أشكال الإبادة الإعلامية.
وفي وقت سابق، أكد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن إسرائيل تتعمد قتل الصحفيين في غزة، بهدف ترهيبهم ومنعهم من نقل الحقائق. وعلى الرغم من تصاعد الاعتداءات، لا يزال الصحفيون يتعرضون لمخاطر كبيرة، حيث يُعتبر القتل المتعمد للصحفيين جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي.