في خضم التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، الهجوم اليمني على مطار “بن غوريون”, ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يبرز اليمن كقوة إقليمية ناشئة تعيد تشكيل معادلات الصراع وتوسع نطاق المواجهة مع الاحتلال.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!ووفقًا للمراقبين الذين تحدثت إليهم “قدس برس” اليوم الأحد، فإن سقوط صاروخ يمني في عمق الكيان الإسرائيلي يُمثّل تطورًا استثنائيًا وغير مسبوق، حيث يتجاوز رمزية التضامن إلى المشاركة الفعلية في معادلة الردع والمواجهة المباشرة.
في هذا الإطار، اعتبر الباحث اليمني أنيس منصور أن ما يحدث اليوم هو انتقال اليمن إلى مرحلة استراتيجية جديدة تتجاوز مجرد الخطاب التضامني إلى فرض واقع جديد على الأرض. وأوضح منصور أن اليمن فرض حظراً بحريًا على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، ونفذ هذا القرار رغم التحديات الكبيرة والاعتداء المتواصل على الشعب اليمني.
وأضاف: “اليوم، هناك توجه يمني واضح لفرض حظر جوي على مطار بن غوريون، من خلال تحذير شركات الطيران من مخاطر أمنية محتملة، مما يعكس تصعيدًا نوعيًا في أدوات المواجهة”.
وأشار منصور إلى أن هذا التحرك يستند إلى معطيات وعوامل تمكينية على الأرض، تجعل من تنفيذ هذه الخطوات أمرًا ممكنًا وفاعلًا. وأوضح أيضًا أن هذا التصعيد مدروس ويعتمد على الإرادة والقدرة على تنفيذ الوعود، وهناك خطوات إضافية قيد الدراسة، منها التعامل مع الممر البري الذي يربط الاحتلال عبر الإمارات والسعودية والأردن.
وأكد أن المعركة الآن تتخذ بعدًا استراتيجيًا جديدًا، والكيان الإسرائيلي يتعرض لحصار متعدد الاتجاهات، بريًا وبحريًا وجويًا، في حين فشلت كل رهانات الولايات المتحدة على إنهاء هذه الحالة من التصعيد. وتابع: “الرسالة اليوم واضحة: لا تهدئة دون رفع العدوان عن غزة، وتنفيذ مطالب المقاومة، وكل محاولة للالتفاف على هذا المطلب مصيرها الفشل، واليمن لن يخسر شيئًا، بل الأطراف الأخرى هي التي تواجه خسائر حقيقية بمجرد رد يمني بسيط”.
أكد الكاتب والمحلل السياسي اليمني أحمد الحسني من جهته أن سقوط صاروخ يمني على الكيان الإسرائيلي يمثل إعلان انتصار لليمن وهزيمة مدوية للولايات المتحدة، لما يحمله من دلالات استراتيجية تتجاوز الأثر العسكري المباشر. وأوضح الحسني أن هذا التطور ترك تداعيات عميقة داخل الاحتلال، سياسيًا وعسكريًا وحتى على المستوى الشعبي، مؤكدًا أن اليمن نجح في كسر حالة النشوة الإسرائيلية التي سادت بعد ما اعتبرته تل أبيب انتصارات في سوريا ولبنان.
وقد أعلنت جماعة “أنصار الله” (الحوثيون) اليمنية اليوم الأحد، عن تنفيذها عملية عسكرية بإطلاق صواريخ بالستية فرط صوتي على مطار “بن غوريون” في يافا المحتلة. وقال المتحدث باسم الجماعة يحيى سريع في بيان صحفي، إنه “انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورفضًا لجريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الصهيوني بحق إخواننا في قطاع غزة”. وأضاف: “نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية العملية العسكرية بصاروخ باليستي فرط صوتي، وقد أصاب هدفه بنجاح بفضل الله”.