أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن 21 مدنيًا فلسطينيًا قتلوا خنقًا بالغاز وتحت الأقدام وبرصاص قوة أمنية أمريكية تتعاون مباشرة مع الجيش الإسرائيلي، أثناء توزيع مساعدات إنسانية عبر مؤسسة “غزة الإنسانية” في رفح، جنوب قطاع غزة. وأوضح المرصد أن هذا الحدث يظهر بوضوح تحول المؤسسة إلى أداة تنفيذية ضمن نظام القتل والتجويع القسري المفروض على غزة.
وفي بيان صحفي، أشار المرصد إلى أن نقاط توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة لم تعد أماكن إغاثة، بل تحولت إلى مصائد موت حيث تُستدرَج الحشود المجوعة عمدًا، وهو ما يعد انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي يستدعي وقف عمل المؤسسة وفتح تحقيق عاجل.
وقالت التقارير إن المجزرة حدثت على مرحلتين في صباح يوم الأربعاء 16 يوليو/تموز 2025. المرحلة الأولى كانت عندما أطلق الجيش الإسرائيلي النار على الآلاف في “الطينة” شمال رفح، بينما كانت شاحنات المساعدات تُفرغ. رغم وجود قتلى وجرحى، ظل الآلاف ينتظرون المساعدات. وفي المرحلة الثانية، وبعد تدافع الحشود نحو البوابة، استخدمت القوة الأمنية الأمريكية قنابل الصوت وغاز الفلفل، مما أدى لحالة ذعر وتدافع وسقوط 21 قتيلًا.
وأكد المرصد أن مراجعات أجريت على الجثث أوضحت أن معظمهم لقوا حتفهم بسبب الاختناق والتدافع. وأعلن أن المكان كان مصممًا بشكل يضمن السيطرة، مما يدل على أن المؤسسة التي أنشأتها إسرائيل لإدارة آلية التجويع قد أصبحت جزءًا من سياسات الحصار والقتل، حيث تُذل المدنيين تحت غطاء العمل الإنساني.
كما شدد المرصد على أن ادعاءات المؤسسة بشأن إجراء تحقيق داخلي غير مقبولة، داعيًا إلى حلها وسحب أي تفويض يُعطى لها تحت مسمى العمل الإنساني، وفتح تحقيق دولي لأجل محاسبة مسؤوليها على الجرائم المرتكبة.
وأضاف المرصد أن استمرار هذه الانتهاكات يشكل أركان الجرائم ضد الإنسانية وتصل إلى جريمة إبادة جماعية وفقًا للقانون الدولي، مكررًا دعوته للجهات القضائية الدولية والوطنية لمحاسبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على دوره المباشر في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
كما أكد أن المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين، بمن فيهم ترامب، يجب أن يتحملوا المسؤولية القانونية، وطالب بالتحقيقات الدولية في دور مؤسسة “غزة الإنسانية” في تسهيل تنفيذ الجرائم.
ودعا جميع الدول لتحمل مسؤولياتها القانونية واتخاذ إجراءات عاجلة لوقف جريمة الإبادة الجماعية في غزة، وضمان حماية المدنيين والامتثال للقانون الدولي.