دور شركة “مايكروسوفت ” الأميركية متعددة الجنسيات في خدمة جيش الاحتلال، حيث تم استغلال نموذج الذكاء الاصطناعي (تشات جي بي تي 4) من شركة (أوبين إي آي) لخدمة جيش الاحتلال خلال أحداث الحرب، خلص تقرير سياسي إلى أن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي مستمرة منذ 19 شهرًا، تعكس تصاعدًا في استخدام التقنيات التكنولوجية والرقمية ضمن استراتيجية عسكرية تدميرية غير مسبوقة. وقد سلط المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار” الضوء حول هذا الموضوع.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأوضح التقرير، المستند إلى تحقيقات استقصائية عدة، أن إسرائيل قد استخدمت على مر سنوات احتلالها وسائل وأدوات متعددة كجزء من استراتيجية “إدارة سكان الأراضي المحتلة”، والتي شهدت مؤخرًا إدماجًا أكبر للتقنيات الحديثة لمراقبة وتعقب الفلسطينيين. وأكد أنه لوحظ الاستخدام المتزايد وغير المسبوق لتقنيات الذكاء الاصطناعي وأدوات التعلم الآلي في تحليل كميات ضخمة من البيانات لتغذية بنك أهداف تطور عبر السنين، مما جعل عمليات القتل الجماعي ممكنة بسرعة أكبر من القدرة البشرية.
وأشار تقرير “مدار” إلى أن هذه التقنيات قد تحولت من كونها أدوات مساعدة إلى أداة رئيسية في استراتيجية شاملة تجمع بين المراقبة السيبرانية والتعرف البيومتري والذكاء الاصطناعي، مما يسمح بجمع وتحليل البيانات بطرق متقدمة. كما استخدمت وثائق مسرّبة من صحيفة الغارديان لتسليط الضوء على دور “مايكروسوفت” في دعم المجهود الحربي الإسرائيلي من خلال تلبية الطلب المتزايد على الأدوات المتقدمة.
تبيّن أن استهلاك جيش الاحتلال الإسرائيلية لخدمات (Azure) قد زاد بنسبة 60% في الأشهر الستة الأولى من الحرب، وتم استخدام نظام (Rolling Stone) لإدارة سجلات المواطنين الفلسطينيين. كما تم منح جيش الاحتلال إمكانية الوصول لنموذج الذكاء الاصطناعي (تشات جي بي تي 4)، خاصة للوحدات الاستخبارية، وزاد استهلاك هذه الأدوات بمقدار 64 ضعفًا حتى آذار 2024.
وفي سياق متصل، واجهت “مايكروسوفت” احتجاجات معروفة باسم (No Azure for Apartheid)، وقد أقرت الشركة أخيرًا بتقديم خدماتها للجيش الإسرائيلي، ولكنها أكدت أن العلاقة تجارية بحتة وتخضع لسياسات الاستخدام المقبول.
وشدد تقرير “مدار” على أن ما تم الكشف عنه من تورط شركات تكنولوجية عالمية يظهر أنها ليست بعيدة عن جرائم الإبادة في غزة، بل قد تكون شريكة فعليًا من خلال توفير أدوات وتقنيات الذكاء الاصطناعي. وخلص التقرير إلى أنه مع زيادة الاحتجاجات الداخلية والشهادات من موظفي هذه الشركات، قد يكشف المستقبل عن شراكات غير معلنة في هذه الجرائم، مما يوضح الانتقادات المتعلقة بعبارة “الابتكار لخدمة الإنسان” والتي تُستخدم لتبرير الابتكارات التي تخدم الاستعمار والحروب.