جاء في بيان منظمة “أطباء بلا حدود” أن انطلاق عملية توزيع المساعدات بشكل كارثي يثبت عدم فعالية الخطة الأميركية الإسرائيلية، حيث تشير المعطيات إلى أن إسرائيل تستغل المساعدات كوسيلة لتهجير السكان بشكل قسري، مما يبدو أنه جزء من استراتيجية للتطهير العرقي. وصدرت هذه التصريحات عقب المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في صباح يوم الأحد، حيث استهدفت المواطنين أثناء محاولتهم استلام المساعدات الإنسانية من نقطة توزيع في مواصي رفح جنوب القطاع، مما أدى إلى استشهاد 30 مواطنًا على الأقل وإصابة 150 آخرين.
وتؤكد المنظمة أن إسرائيل تتبع سياسة وحشية تجاه سكان غزة منذ أكثر من 19 شهرًا، حيث تقوم بتوزيع المساعدات بطريقة مختارة تركز على تجميع المدنيين في مناطق معينة. وبينت أن النظام الإنساني في غزة يختنق بفعل القيود الإسرائيلية التي تسمح بدخول كميات ضئيلة من المساعدات، محذرة من أن استخدام المساعدات كسلاح يمكن أن يؤدي إلى جرائم ضد الإنسانية.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال أطلقوا النار على المدنيين، بمساعدة طائرات مسيرة، الأمر الذي يوضح تورط الولايات المتحدة بشكل مباشر عبر دعمها السياسي والعسكري. ويندرج هذا الهجوم في السياق الذي تروج فيه الإدارة الأمريكية لمساعداتها، التي تحولت إلى غطاء لارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق المدنيين الجائعين، وفقًا للأمم المتحدة. حيث دفعت السياسات الإسرائيلية 2.4 مليون فلسطيني نحو المجاعة، عبر إغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية لمدة 90 يومًا.
ومنذ 27 ماي، بدء الاحتلال بتنفيذ “خطة توزيع مساعدات إنسانية” بالتعاون مع مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية، المدعومة إسرائيليًا وأميركيًا، لكن مرفوضة من قبل الأمم المتحدة. وتوزع المساعدات في المناطق العازلة جنوب غزة، وسط مؤشرات على الفشل المتزايد لهذا المخطط، إذ توقفت عمليات التوزيع بشكل متكرر بسبب تزايد أعداد المواطنين؛ مما أدى إلى رد فعل عنيف من القوات المحتلة، مما خلف شهداء وجرحى. كما أن الكميات الموزعة لا تلبي احتياجات جموع الجياع.
بدعم أميركي كامل، ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، نتج عنها أكثر من 178 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، والكثير منهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود وعشرات الآلاف من النازحين.