تظل الأوضاع في غزة معقدة وسط التطورات الميدانية والسياسية السريعة، حيث تتضارب المعلومات حول صفقة تبادل الأسرى، وتطرح إسرائيل خططاً خطيرة لإدارة القطاع، في ظل تصعيد استيطاني في الضفة الغربية واستغلال الحرب لتحقيق أهداف استراتيجية بعيدة المدى.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!كشف ياسر مناع، المختص في الشأن الإسرائيلي، عن وجود تضارب واضح في الإعلام العبري بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، مشيراً إلى تباينات كبيرة في التغطيات الإعلامية.
وأوضح مناع في حديثه مع “قدس برس” أن بعض القنوات العبرية تشير إلى قرب إنجاز الصفقة، بينما تؤكد أخرى على استمرار المفاوضات وتجاوز العقبات دون تحقيق اختراق حقيقي حتى الآن.
وقال إن “إسرائيل تسعى لإتمام صفقة جزئية فقط، رافضة إنهاء الحرب بشكل كامل، وهو ما يتعارض مع مطالب المقاومة الفلسطينية بإنهاء العدوان بشكل تام”.
وأشار مناع إلى ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية عن خطة بديلة في حال فشل المفاوضات، تتضمن استقدام شركات أمنية لإدارة توزيع المساعدات في قطاع غزة. تقوم هذه الخطة على إنشاء “فقاعات إنسانية” في المناطق التي أُخْلِيَت من السكان الفلسطينيين بالكامل، مؤكداً أن هذه المناطق ستكون خالية تماماً من أي وجود للمقاومة، وستدار من قبل الشركات الأمنية تحت إشراف إسرائيلي مباشر.
وعد هذا السيناريو بأنه “من أخطر المخططات المطروحة، حيث يهدف إلى تفتيت قطاع غزة وتحويله إلى مجموعة من السجون أو المناطق المعزولة التي يديرها الاحتلال بشكل غير مباشر، مع استبعاد أي دور للسلطة الفلسطينية أو حماس في إدارة القطاع”.
وبحسب مناع، فإن مصر وقطر “تضغطان لتسريع المفاوضات، إلا أن الموقف الإسرائيلي المتمسك بالسيطرة الأمنية يعرقل أي تقدم حقيقي”.
وأشار مناع إلى أن “هذه التطورات تفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة تزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية والسياسية في القطاع”.
وعلى صعيد الأحداث في الضفة الغربية، أكد مناع أنها “تشهد تصعيداً غير مسبوق في الاستيطان منذ السابع من أكتوبر، خاصة أن وزراء مثل (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير أمن الاحتلال إيتمار) بن غفير، يديرون السياسات الحالية التي تهدف إلى ضم مناطق واسعة، في انتظار عودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الحكم”.
وأشار إلى أن دولة الاحتلال “تستغل الحرب الجارية لتحقيق مكاسب استراتيجية على الأرض، سواء في الضفة الغربية أو في سوريا ولبنان… إن استمرار الحرب يخدم مشاريع إسرائيل الاستيطانية، ويعزز قبضتها الأمنية في المناطق المحتلة”.