القيم النبيلة دائما تتحدى الواقع دون تبرير، وصاحبها يؤكد أنه أقوى من الظروف ولا يقيم لها اعتبار..
حياة الشهيد القائد يحيى السنوار، رمز لأخلاق النبل والشهامة والبطولة، لكنها أيضا رمز لتحدي الواقع.. وأي واقع..!؟ واقع يتحدى الجميع، بخبثه وجبروته وخذلانه وتكالب شياطينه. فإذا كنا نحن نبرر فشلنا وانهزامنا في معارك الحرية والكرامة بالظروف والمعطيات ووو، فالسنوار ينتصر على هذه الظروف بقيمه وأخلاقه التي هزمت الجانب المادي في شخصيته المادية، وانطلقت في الوجود تعطي للحياة جمالها الأخروي وحقيقتها الفانية..
عصا موسى عليه السلام انتصرت على سحر الإنسان، وعصى السنوار أسقطت صورة الطغيان، وجردته من دعاياته وقصصه وسردياته الفارغة، ونقلت روح المقاومة ومعركة الحرية ومطالب الكرامة إلى شعوب العالم. فأحرار العالم سيتخذونه رمزا لمناهضه الإستكبار، وقدوة في أخلاق النضال والقتال.. ستصبح سيرته مشروع تحرر وطني لكل شعوب المنطقة، ومشعل بطولة بالعصا والبندقية وقبلهما حجر وسكين..
عصى السنوار هي عنوان فجر جديد، لاح في تسديدته نحو الطائرة السيارة، وسترسمه كتائب المقاومين رغم الحطام والدمار والأشلاء..
ذ عبدالهادي باباخويا
حقوق الطبع محفوظة لجريدة القرب 2024-2025 ©