ما يحصل الآن معد له سلفا من طرف دولة الاحتلال وأمريكا والأحلاف (المعسكر الصهيوصليبي)، وقبل طوفان 7 أكتوبر بكثير. إنها سايكس بيكو جديدة لتقسيم الشرق الأوسط والهيمنة المطلقة عليه، ولا بد من تحييد أول عقبة، وأثقل صخرة في طريق هذا المشروع الاستعماري التوسعي القذر وهو المقاومة الفلسطينية وحاضنتها الشعبية، تقتيلا وتهجيرا، وستتدحرج عجلة الهيمنة والتوسع والتحكم لتشمل أقطارا عربية أخرى. من أبى بالسلم فبالحرب والقوة.
وفي هذا السياق تجري سنن الله القدرية التي لا تحابي أحدا، وليس لها تبديلا، ومنها: سنة الإهلاك لمن ارتضى الخبث والفساد والذل والاستعباد، وقعد عن الإعداد (أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)، وسنة الاستبدال: {وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}، وسنة إهلاك من طغى كذلك وتجبر واستعلى واستكبر: {إن ربك لبالمرصاد}، فمهما علا الظالم واستكبر، وقع من علو وانكسر !!
إنها تحولات جديدة وكبيرة، ومخاض ميلاد واقع كوني جديد، ستحار في استيعاب أحداثه ومتغيراته قلوب وعقول، لكنه محكوم بسنن وقوانين قدرية وشرعية، لا يفقهها إلا من تعالى فوق فتنة الوقائع التاريخية الدامية الجارية، ونظر إليها بمنظار آيات الله المسطورة في القرآن، والمنشورة في التاريخ والأكوان. وفيها جواب علمي إيماني على من يقول متحيرا أو مضطربا أو مستعجلا: أين الله؟ وأين الاستجابة لدعاء عباده المقهورين المستضعفين؟
{أفلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم
بقلم: د. إدريس أوهنا