توافق العديد من الكتاب والمحللين على أن توقيع اتفاقية التهدئة بين المقاومة الفلسطينية وحكومة الاحتلال يعكس أن المقاومة هي من حققت النصر وظهرت بمظهر المنتصر، حيث أجبرت حماس الاحتلال على الرضوخ رغم تهديداته الفارغة التي لم تؤدِ إلا إلى مشاهد الإبادة والقتل للأبرياء.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!وأكد الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي أن هذه الصفقة تمثل انتصارًا لغزة ومقاومتها بكافة مكوناتها، وأن الاحتلال كان مضطراً لقبولها، على الرغم من تهديداته المستمرة. وأشار إلى أن من يتجاهل رؤية النصر في غزة ويحاول إنكار ذلك من خلال التركيز على الخسائر لن يغير من الحقيقة شيئًا.
وأضاف: “نحن جميعًا نشعر بالألم للتضحيات الكبيرة من أهلنا في غزة، ورغم أن غزة تعرضت للخسائر والدمار وفقدت عشرات الآلاف، إلا أنها لم تركع ولم تستسلم”. وأكد أن المقاومة في غزة تعرضت للخيانة من العرب والمسلمين وفقدت دعمها من محور المقاومة، ومع ذلك صمدت وفرضت شروطها، متسائلاً: “ألا يعتبر هذا نصراً؟”.
ووجه العنبتاوي تحياته لأهل غزة قائلاً: “كل التحايا لأهلنا في غزة، فقد تفوقتم على أيوب صبرا، وملأتم الأرض عزة وكرامة، رحم الله شهدائكم، وشفى جرحاكم، ولتعد غزة العزة أفضل من السابق بسواعد أبنائها”.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي خالد مناع إن “غزة انتصرت ليس بمعيار كسر عظم المحتل، بل بعدد النقاط، حيث فشل الاحتلال فشلاً ذريعًا في إنهاء المقاومة واستعادة المختطفين عسكريًا، وفقد قوة الردع وهيبته، وأصبح مفضوحًا إعلاميًا وسيتم ملاحقة قادته كمجرمي حرب”.
كما أشار معالي إلى أن “إصرار المقاومة على إبرام صفقة أسرى وإخضاع دولة الاحتلال هو نصر آخر وإنجاز كبير يسجل لها، بعد أن كان نتنياهو يرفض الفكرة ويتوعد باستعادة جميع الأسرى بالقوة العسكرية”.
ونبه معالي إلى أن الانتصارات لا تقاس فقط بكثرة التضحيات، بل بتحقيق الأهداف، حيث قدمت العديد من الدول عبر التاريخ تضحيات بالآلاف والملايين من القتلى في سبيل حريتها، ولم يُعاب عليها ذلك لأن تلك التضحيات كانت وقود النصر.
وأكد الكاتب والمحلل السياسي نجيب مفارجة أن هذا الاتفاق يمثل نصرًا للمقاومة، كونه هو ذاته الذي تم طرحه قبل 8 أشهر على نتنياهو ورفضه، والآن يقبل به مرغماً، مما أثار ردود فعل قوية في المجتمع الإسرائيلي الذي بدأ يتهمه بإلحاق الضرر بدولتهم وكونه سببًا في مقتل العديد من الأسرى لدى المقاومة.
الظروف التي أدت إلى هذا الاتفاق تعود أولاً إلى العامل الميداني وما حدث في الشمال خلال الأيام العشرين الأخيرة، حيث تكبد الجنود هناك خسائر فادحة بسبب قوة المقاومة، مما يعد دليلاً على أن المقاومة هي من تتحكم في المعادلة وصنعت النهاية.