أكد شكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، اليوم الجمعة في العيون، أن المنتدى البرلماني حول التعاون الاقتصادي بين المغرب وبرلمان مجموعة دول المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك) يُعتبر نموذجا للتفاعل الإيجابي بين المؤسسات البرلمانية وممثلي القطاع الخاص.
وأوضح العلج، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى الذي يُنظّم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والذي تم تنظيمه من قبل مجلس المستشارين وبرلمان مجموعة “سيماك” بالتعاون مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أن هذا اللقاء يجسد “قدرتنا الجماعية على تقريب وجهات النظر السياسية والاقتصادية” لبناء مسار تنموي طموح وواقعي في ذات الوقت، مشدداً على أهمية الحوار بين المؤسسات البرلمانية والقطاع الخاص.
كما أكد رئيس الاتحاد الحاجة إلى تعزيز السيادة الاقتصادية لدول القارة الإفريقية في ظل التحولات الكبرى التي يشهدها السياق العالمي، معربًا عن أسفه لأن إفريقيا لا تزال تلعب دوراً محدوداً في الإنتاج الصناعي العالمي، حيث لا تتجاوز مساهمتها 1.9% فقط.
وأشار إلى أن التجارة بين الدول الإفريقية تمثل حوالي 15% من إجمالي المبادلات التجارية للقارة، وهو رقم بعيد جداً عن مثيله في آسيا (58%) أو في أوروبا (68%).
ورغم ما تحتويه القارة من ثروات طبيعية وكفاءات بشرية وفرص تنموية، اعتبر العلج أنه لم يتم استثمار التكامل الاقتصادي لإفريقيا بشكل كافٍ لتحقيق تنمية صناعية وتجارية مستدامة تعود بالنفع على شعوب القارة.
وفي هذا السياق، أوضح العلج أن المغرب، بما في ذلك القطاع الخاص، ملتزم بإسهام قوي في تحقيق هذا التحول، تماشياً مع الرؤية الملكية.
وقال إنه لتطبيق هذه الطموحات على أرض الواقع، تم تحديد أولويات استراتيجية تتعلق بالرأسمال البشري والأمن الغذائي والطاقة كخطوات نحو التصنيع.
كما أشار إلى أهمية المبادرة الملكية الأطلسية التي أطلقها الملك في عام 2023، والتي تهدف إلى فك العزلة عن دول إفريقيا الوسطى عبر ربطها بالأسواق العالمية من خلال بنى تحتية لوجستية ومينائية وصناعية انطلاقاً من الأقاليم الجنوبية.
ويهدف المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي (المغرب-سيماك) إلى إنشاء منصة مؤسساتية للحوار وتبادل الرؤى لتعزيز التعاون الاقتصادي وتنمية التبادلات التجارية بين المغرب ودول المجموعة، بما يدعم المشاريع التنموية المشتركة ويساهم في دعم دينامية الاندماج الاقتصادي الإفريقي، خاصة في سياق تفعيل اتفاق منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF).
ويتميز المنتدى بمشاركة برلمانيين رفيعي المستوى وتمثيل متميز للقطاع الخاص ورجال الأعمال من دول مجموعة “سيماك”، بالإضافة إلى مسؤولين مغاربة وخبراء في مجالات الاقتصاد والطاقة والمناخ والتنمية المستدامة.