افتتحت مساء اليوم الجمعة، بكلية الطب والصيدلة بوجدة، فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من أيام طب الأطفال لجهة الشرق، بمشاركة مختصين وباحثين من المغرب ودول أخرى. ينظم هذا الحدث العلمي، الذي تشرف عليه جمعية أطباء الأطفال بجهة الشرق وبمساعدة المجلس الجهوي للأطباء، ليكون بمثابة تجمع سنوي لأطباء الأطفال والمهن الصحية والخبراء المغاربة، حيث يناقشون مواضيع تتعلق بطب الأطفال وصحة الطفل.
Thank you for reading this post, don't forget to subscribe!أفاد رئيس جمعية أطباء الأطفال بجهة الشرق، رحال مكي كريم، في كلمته الافتتاحية، أن هذه الدورة، التي تركز على الذكاء الاصطناعي، تستقطب متحدثين من أمريكا الشمالية وفرنسا والمغرب، مشيرًا إلى أن النقاش سيتناول آخر المستجدات والممارسات في مجالات طب الأطفال. كما أوضح أن هذا اللقاء، الممتد على مدى يومين، يهدف إلى تعزيز المعرفة والقدرات، تبادل الخبرات، ودعم ممارسات طب الأطفال، ساعيًا لتحقيق قيمة مضافة للجهة وبناء مستقبل صحة أفضل للأطفال والأجيال القادمة.
من جهته، ذكر والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة-أنجاد، خطيب الهبيل، أن هناك تقدمًا كبيرًا في مجالات تكوين طب الأطفال والعلاجات والوقاية، مؤكدًا على ضرورة تقدير هذه الإنجازات وتعزيزها. وأشار في كلمة عن الكاتب العام للشؤون الجهوية بالولاية، رشيد الزناتي، إلى أن الحديث عن طب الأطفال يستدعي الإشارة إلى الدور الحاسم للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كدعامة استراتيجية لتحسين مؤشرات التنمية، خاصة في الصحة والتعليم للفئات الهشة.
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من المبادرة (2019-2025) تضع الرأسمال البشري في صميم أولوياتها، عبر برامج تهدف إلى تعزيز الرأسمال البشري للأجيال القادمة. كما أكد على أن تدخلات هذه المبادرة، مثل إنشاء مراكز صحة الأم والطفل وتجهيزها، وإحداث وحدات طبية متنقلة في المناطق النائية، وحملات التلقيح وتوعية الأمهات، أسهمت بشكل كبير في تقليل وفيات الأمهات والمواليد الجدد وتحسين الوصول إلى العلاج.
كما شهدت الجلسة الافتتاحية محاضرتين، الأولى حول “الذكاء الاصطناعي في طب حديثي الولادة وطب الأطفال” قدمها البروفيسور الفرنسي باتريك بلاديس، والثانية للدكتور المغربي مكين الوزاني الذي عرض كتابه “طب الأطفال المغربي: التاريخ، التطور، الإنجازات، والتحديات”.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار باتريك بلاديس إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يلعب دورًا مهمًا في طب الأطفال من خلال المراقبة المستمرة والكشف المبكر عن أوقات الخطر بدقة وتقييم المخاطر عند الأطفال حديثي الولادة. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على بيانات ضخمة وخوارزميات متطورة لتقديم قرارات دقيقة وملائمة.
كما أكد البروفيسور الوزاني، أخصائي في طب الأطفال بالدار البيضاء، أن مجال طب الأطفال في المغرب قد شهد تطورًا كبيرًا، مشددًا على أن نجاح التلقيح ساهم في تقليص العديد من الأمراض الخطيرة والمميتة، معربًا عن أن هذا التقدم هو نتيجة جهود مشتركة بين وزارة الصحة وأطباء الأطفال، لكن لا تزال هناك تحديات تحتاج إلى معالجة في القطاع الخاص والعام والجامعي.