حصل الفيلم الوثائقي “Out of School” الذي أعدته المخرجة المغربية هند بنصاري، يوم الثلاثاء الماضي، على جائزتين في فئة “اللمسة الأخيرة” ضمن برنامج “جسر الإنتاج”، خلال الدورة الـ82 من مهرجان البندقية السينمائي الدولي.
يتناول الفيلم قصة شقيق وشقيقته، يبلغان من العمر 13 و11 سنة، خلال عامهما الأول بعيداً عن المدرسة، ويُوثق التغيرات التي تطرأ على حياة الأطفال الذين أُجبروا على التوقف عن الدراسة، مما يجعلهم يواجهون عالم الكبار بشكل مفاجئ.
تبدأ قصتهما في قريتهما، حيث يغير مقاري، البطل الرئيسي، بدلته الرياضية إلى بدلة أكبر تناسب البالغين، في إشارة رمزية إلى صعوبة تحمل المسؤوليات بشكل مبكر. في المقابل، تعبر شقيقته فاطمة، التي لا تزال تدرس، عن ثقتها في قدرتها على إقناع والديها بالسماح لها بالاستمرار في دراستها.
تتداخل رحلتهما نحو سن البلوغ مع تجربة الهجرة القروية، حيث يمزج الفيلم مشاعر الأمل والحنين مع ذكريات التخلي عن حياة كانت تسير وفق إيقاع الفصول.
في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت المخرجة عن فرحتها الكبيرة بفوزها بجائزة “البحر الأحمر” وجائزة “مهرجان أميان” في هذه الفئة بمهرجان البندقية المرموق، الذي يقدم دعماً ملموساً للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وأوضحت أن برنامج “اللمسة الأخيرة” (Final Cut in Venice) يوفر فرصة عرض النسخة الأولية من الفيلم على الموزعين وشركات الإنتاج، مما يسهل إنجاز الأفلام وضمان وصولها إلى الأسواق الدولية.
كما أكدت بنصاري أن الفيلم، الذي أنتجه علاء الجم بالتعاون مع القناة الثانية “دوزيم” والمنتجة الدنماركية فيبي فوغل، سيُعرض العام المقبل.
درست هند بنصاري، التي وُلدت في الدار البيضاء وترعرعت في لندن، في جامعة إدنبرة وكلية لندن للاقتصاد، حيث درست الاقتصاد والدراسات الشرق أوسطية. ورغم كونها متعلمة ذاتياً في مجال السينما، إلا أنها كانت أول مخرجة إفريقية تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان “Hot Docs” الكندي الدولي عن أول أفلامها “يمكننا أن نصبح أبطالا” (2018)، الذي حصل أيضاً على جوائز في المهرجان الوطني للفيلم بتطوان.
وقد كان “Out of School” من بين ثمانية أفلام تنافست في النسخة الـ12 من برنامج “اللمسة الأخيرة”، المخصص للأفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج من إفريقيا والشرق الأوسط.