بدأت، اليوم الجمعة في كلية الطب والصيدلة بالعيون، فعاليات المؤتمر السادس للجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم (E-SMAAR). يشارك في هذا الحدث المتميز مجموعة من المتخصصين والخبراء في مجال الحماية الصحية، ويُقام المؤتمر تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين (5 و6 شتنبر) بطريقة حضورية وعن بُعد، بشكل تفاعلي، حيث يُعتبر مناسبة لتبادل أحدث التوصيات والابتكارات في مجالات التخدير والعناية المركزة، فضلاً عن تعزيز التبادل العلمي بين الباحثين والأطباء الأفارقة.
يتميز المؤتمر، الذي يقام بمبادرة من الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش وعلاج الألم، بالتعاون مع مؤسسة محمد السادس للعلوم والصحة والأكاديمية الإفريقية لعلوم الصحة، بتقديم اجتماع الشبكة الإفريقية للبحث في العدوى بالعناية المركزة، والذي يخصص لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه البحث العلمي في هذا المجال الحيوي وسبل تعزيز التعاون على المستويين الوطني والإقليمي.
وفي حديثه لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشار رئيس المؤتمر، إبراهيم الأحمدي، إلى أن الأشغال ستتناول موضوعات رئيسية تشمل التخدير والعناية المركزة، مثل الأمراض المعدية، والتهوية، والتغذية قبل الجراحة، والتوليد، وإدارة حالات النزيف الحاد. وأكد السيد الأحمدي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس وحدة التخدير في المعهد الوطني للأنكولوجيا في الرباط، أن هذا الحدث العلمي يحظى بأهمية خاصة نظرًا لمشاركة العديد من الجمعيات العلمية المغربية والدولية.
من جانبه، أبدى عمر كان، رئيس الجمعية الإفريقية الفرنكوفونية للتخدير والعناية المركزة، تأكيده على ضرورة تعزيز الأبحاث المتعلقة بالعدوى في وحدات العناية المركزة، معربًا عن أمله في أن يسهم المؤتمر في بناء توافق واسع حول أفضل الممارسات في هذا المجال عبر إفريقيا، لا سيما من خلال تعزيز التعاون بين الدول.
كما أوضح السيد كان أن الشبكة الإفريقية لأبحاث العدوى في العناية المركزة قد عقدت اجتماعها السنوي على هامش المؤتمر، حيث تم استعراض الوضع الحالي للعدوى والعناية المركزة في دول إفريقيا جنوب الصحراء ودول المغرب العربي. وأضاف أنه تم تقديم القانون الداخلي للشبكة، وسيتم التصديق عليه في الدورة المقبلة.
يشهد المؤتمر العلمي مشاركة أكثر من 160 خبيرًا وباحثًا من 25 دولة، ويتضمن تنظيم أكثر من 70 جلسة علمية تشمل محاضرات ومناظرات وورشات عمل. برنامج المؤتمر يتضمن أيضًا عمليتي نقاش، حيث تُخصص الأولى لطب التعفنات والتوصيات الجديدة، والثانية للابتكار العلمي في الرعاية الصحية الإفريقية، موضحة دور الطب الدقيق في حل المشكلات المناسبة للسياقات الأفريقية.
كما تشمل الفعاليات ندوة إلكترونية بعنوان “سلامة التخدير: التحديات المستقبلية”، التي ستتناول كيفية مواكبة التطورات التكنولوجية، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لضمان فعاليته وأمنه مع مراعاة المعايير الأخلاقية المعتمدة.
تجدر الإشارة إلى أن الجمعية المغربية للتخدير والإنعاش ومعالجة الألم، التي تأسست عام 1984، تُعتبر جمعية علمية تضم أطباء متخصصين في مجالات الإنعاش والتخدير والتسكين، وتهدف إلى تعزيز وتطوير ممارسة هذه المجالات، دعم التكوين المستمر للأطباء، وتشجيع التبادل العلمي، وتنظيم الفعاليات الوطنية والدولية في هذا السياق.


