انطلقت اليوم الثلاثاء، بكلية العلوم في الرباط (جامعة محمد الخامس)، فعاليات المؤتمر الدولي الأول حول التكنولوجيا المالية والثقة الرقمية، والذي يُنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. يسعى هذا المؤتمر، الذي يستمر ثلاثة أيام، إلى تسليط الضوء على السبل المثلى لمواجهة التحديات في مجال الأمن السيبراني، وتعزيز مرونة الأنظمة المالية، وترسيخ مكانة المغرب في مجالي التكنولوجيا المالية والثقة الرقمية.
وفي كلمته بالمناسبة، أشار رئيس جامعة محمد الخامس، محمد غاشي، إلى أن التكنولوجيا المالية توفر الفرص الاستراتيجية اللازمة لتسريع الشمول المالي، ودعم الابتكار، وخلق فرص عمل ذات قيمة مضافة عالية، وتعزيز تنافسية المقاولات الوطنية. كما أشار إلى أهمية أن يكون الإطار القانوني في المجال مشجعًا للابتكار وحاميًا للمستخدمين، داعيًا الأطراف المعنية إلى بذل المزيد من الجهود في مجال الأمن السيبراني.
وأكد السيد غاشي التزام جامعة محمد الخامس بهذه الدينامية من خلال تكوين خبراء وإنتاج بحوث نوعية تدعم صانعي القرار وتعزز الحوار حول تلك القضايا. من جهته، أكد عميد كلية العلوم بالرباط، محمد الركراكي، أن التكنولوجيا المالية تمثل “ثورة حقيقية” في تصميم واستخدام الخدمات المالية، حيث تقدم حلولًا مبتكرة لجعل هذه الخدمات أسرع وأقل تكلفة، وتعزز الشمول المالي في المناطق التي تفتقر للخدمات المصرفية التقليدية.
وواصل السيد الركراكي التأكيد على أن تنظيم هذا المؤتمر الدولي يتماشى مع استراتيجية كلية العلوم القائمة على الانفتاح والابتكار وتشجيع البحث العلمي، كونه منصة لمناقشة أحدث التطورات والتحديات في الميدان. ومن جانبها، ناقشت رئيسة المؤتمر، فوزية عمري، المخاوف المتزايدة التي تثار بشأن أمان البيانات وحماية الخصوصية مع الدخول في استخدام التكنولوجيا المالية. واعتبرت أن المؤتمر يمثل فرصة مثالية لمناقشة الجوانب المتعلقة بالتطبيق الآمن لهذه التكنولوجيا، وإجراء حوارات مثمرة مع خبراء معروفين.
يتركز المؤتمر الدولي الأول للتكنولوجيا المالية والثقة الرقمية، الذي يجمع مجموعة من الباحثين والمهندسين والمقاولين وصناع القرار وفاعلين اقتصاديين وطلاب، على عدة محاور مثل “الأمن السيبراني ومرونة الخدمات المالية”، و”التثقيف والتوعية بالثقة الرقمية”، و”رؤية 2030: مستقبل التكنولوجيا المالية والثقة الرقمية في المغرب”.