انطلقت في العاصمة البريطانية لندن، اليوم السبت، فعاليات المؤتمر التأسيسي الأول للتحالف العالمي من أجل فلسطين (GAFP)، بمشاركة دولية كبيرة تشمل أكثر من 70 منظمة تضامنية من 25 دولة، تمثل مختلف قطاعات المجتمع المدني، والنقابات، والحركات الطلابية، والمبادرات الإعلامية والحقوقية، بالإضافة إلى وفود فلسطينية من الداخل والشتات.
يسعى المؤتمر، وفقًا لبيان المنظمين، لإرساء أسس تحالف دولي منظم لمواجهة سياسات الاحتلال الإسرائيلي، وتنسيق جهود التضامن العالمي، وتفعيل آليات الضغط السياسي والإعلامي والقانوني دعماً للحقوق الفلسطينية.
شهد المؤتمر مداخلات من شخصيات سياسية ونشطاء بارزين، مثل النائب البريطاني جيريمي كوربن، رئيس اللجنة التوجيهية للمؤتمر، والدكتور مصطفى البرغوثي من فلسطين، والزعيم الإيرلندي جيري آدامز (عبر تقنية الاتصال المرئي)، ووزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس، والمناضل الجنوب إفريقي روني كاسريلز، والنائب الإيطالي أنجيلو بونيلي.
وأكد المتحدثون أهمية توحيد الجهود الدولية لدعم نضال الشعب الفلسطيني، وتعزيز حملات المقاطعة السياسية والاقتصادية ضد الاحتلال، وتوسيع نطاق التأثير الشعبي والحقوقي في المحافل الدولية.
يعتبر هذا المؤتمر نقطة تحول مهمة في مسار التضامن العالمي مع فلسطين، تمهيداً لإنشاء تحالف دائم وعابر للحدود، قادر على التأثير في السياسات الدولية ومناصرة الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، وتفعيل العمل السياسي والإعلامي والقانوني لدعم القضية.
صرّح عدنان حميدان، القائم بأعمال رئيس “المنتدى الفلسطيني في بريطانيا”، بأن فكرة التحالف جاءت رداً على التآمر العالمي ضد القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن هناك اصطفافًا واضحًا من القوى الغربية خلف دولة الاحتلال لدعم مشروع الإبادة والتجويع ضد أهلنا في غزة.
وأضاف في حديث لـ”قدس برس” أن هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها عدد كبير من المنظمات – أكثر من 70 منظمة من 25 دولة – بهدف تنسيق تحالف دائم لمواجهة اللوبي الذي يدعم الاحتلال.
واعتبر حميدان أن هذا اللوبي “يتعرض لهزائم متزايدة على مستوى الرأي العام العالمي، ونسعى من خلال هذا التحالف إلى تعزيز الحضور المتنامي للرواية الفلسطينية عبر تنسيق عالٍ بين المنظمات المتضامنة، لاستمرارية العمل ووضع خطوات عملية تتجاوز مجرد الاجتماعات والنقاشات”.
ما هو “التحالف العالمي من أجل فلسطين”؟
“التحالف العالمي من أجل فلسطين” هو مبادرة دولية جديدة تهدف إلى تنظيم جهود التضامن مع فلسطين بشكل استراتيجي ومستدام، من خلال تنسيق العمل بين النقابات، ومنظمات المجتمع المدني، والمبادرات الإعلامية والثقافية، والحركات الطلابية، والبرلمانيين حول العالم، خاصة من خارج العالمين العربي والإسلامي.
يستند التحالف إلى مبدأ أن “التضامن مع فلسطين يجب أن يكون منظمًا، موحدًا، ومؤثرًا”، وهو ما تسعى هذه المبادرة لتحقيقه من خلال بناء جبهة دولية قادرة على مواجهة الاحتلال وتفنيد الروايات الإعلامية المضللة والدفاع عن الحق في التضامن.
شخصيات دولية في قلب المشروع
ترأس المؤتمر الدكتور أنس التكريتي، رئيس اللجنة التحضيرية، بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة ضمن اللجنة التوجيهية، من بينهم النائب البريطاني جيريمي كوربن، والدكتور مصطفى البرغوثي، والزعيم الإيرلندي جيري آدامز (عبر الفيديو)، ووزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس (عبر الفيديو)، والمناضل الجنوب إفريقي روني كاسريلز، إضافة إلى النائب الإيطالي أنجيلو بونيلي.
أجندة المؤتمر: من التأسيس إلى البناء الاستراتيجي
افتتحت أعمال المؤتمر بجلسة بعنوان “تأطير اللحظة”، التي تناولت أهمية المرحلة الحالية في ضوء ارتفاع الزخم الجماهيري العالمي الداعم لفلسطين، وأكد المتحدثون خلالها على الحاجة إلى توحيد الجهود وبناء مشروع تحالفي طويل الأمد.
الجلسة الأولى: تناولت تجارب الحركات التضامنية العالمية، بما في ذلك النجاحات والتحديات، بمشاركة ممثلين عن منظمات مثل CODEPINK الأميركية، والائتلاف الدولي لكسر الحصار، ومؤتمر فلسطينيي الخارج، وتحالف “أوقفوا الحرب”.
الجلسة الثانية: ركزت على كيفية تحويل الحراك الشعبي إلى تأثير سياسي ملموس، واستعرضت نماذج ناجحة من حملات المقاطعة (BDS)، وضغوط على صانعي القرار، وأدوات قانونية لدعم القضية الفلسطينية.
الجلسة الثالثة: اعتُبرت الأكثر استراتيجية، حيث ناقشت بناء الهيكل التنظيمي للتحالف، وتشكيل لجان عمل، ووضع خارطة طريق لصياغة “الميثاق التأسيسي”، بمشاركة أكاديميين ومناضلين من البرازيل، نيوزيلندا، النرويج، وبريطانيا.