بينما تسعى “إسرائيل” للترويج من خلال وسائل الإعلام المحلية والعالمية لما تسميه “هدنة إنسانية” وتيسير المساعدات إلى غزة، تستمر آلة القتل الإسرائيلية في تنفيذ أفظع المجازر ضد المدنيين العزل، في تعبير صارخ عن التضليل الإعلامي وتزوير الحقائق.
في اليوم الذي أعلنت فيه “إسرائيل”، الأحد الماضي، عن ما وصفته بـ”هدنة إنسانية” في مناطق مختلفة من قطاع غزة، أكدت وزارة الصحة في غزة نقل أكثر من 100 شهيد فلسطيني و382 جريحاً إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية فقط. وأشارت الوزارة إلى وجود عدد كبير من الضحايا الذين لا يزالون تحت الأنقاض وفي الشوارع، حيث تعجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب القصف المستمر.
وسجلت المستشفيات 14 حالة وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليصل عدد ضحايا المجاعة إلى 147 وفاة، بينهم 88 طفلاً، مما يعكس الفشل في إدخال مساعدات إنسانية كافية، ويؤكد استمرار سياسة التجويع المعمول بها من قبل “إسرائيل” ضد سكان القطاع.
في جريمة جديدة بحق المحتاجين، تعرضت “مراكز توزيع المساعدات”، التي توصف بأنها “مصائد الموت” الأمريكية الإسرائيلية، للقصف وإطلاق النار مجددًا، مما أسفر عن استشهاد 25 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 237 آخرين، مما يزيد عدد ضحايا استهداف هذه المراكز إلى 1,157 شهيدًا و7,758 جريحًا منذ بدء العدوان.
وعلى الرغم من هذه الأرقام المروعة، استمرت “إسرائيل” في الترويج لادعاءاتها بشأن الهدنة والمساعدات، في محاولة واضحة لخداع المجتمع الدولي. واستخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي مصطلح “هدنة إنسانية” كغطاء لاستمرار المجازر، بدلاً من وقف آلة قتل المدنيين أو تسهيل دخول المساعدات.
واصل جنود الاحتلال إطلاق النار المباشر على المواطنين الذين كانوا ينتظرون المساعدات، مما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى، في مشاهد توثق بوضوح زيف الادعاءات الإسرائيلية وتفضح الرواية الرسمية التي تحاول تبييض سجل الاحتلال الإجرامي.
ولم تتوقف “إسرائيل” عند حافة القتل، بل أطلقت، بالتعاون مع إعلامها الرسمي، لاحقًا إعلام عربي متواطئ، حملات دعائية واسعة النطاق لتضليل الرأي العام حول الأوضاع الإنسانية في غزة.
وفي الأسبوع الماضي، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من حملات مدروسة تهدف إلى نشر أخبار مضللة حول إدخال كميات كبيرة من المساعدات، مؤكدًا أن ما تم إدخاله فعليًا لا يتجاوز 1% من الاحتياج اليومي، ولا يكفي لتلبية احتياجات السكان المحاصرين.
تعتمد هذه الحملات على فيديوهات معدة مسبقًا لتوزيع مساعدات محدودة قدمتها منظمات دولية، يتم تقديمها وكأنها “إنجازات إنسانية” بفضل الاحتلال، بينما تحتاج غزة إلى 600 شاحنة يوميًا على الأقل في الظروف العادية، دون اعتبار لحالة الطوارئ الحالية.
كما نشطت عشرات الحسابات العربية على مواقع التواصل الاجتماعي في الترويج لرواية الاحتلال، باستخدام عبارات مثل “انتهاء المجاعة” و”كسر الحصار”، في محاولات مكشوفة لتشويش الرأي العام، وتضليل التضامن العربي والدولي.