نعترف بعجزنا عن القضاء عليكم، بل عجزنا عن قتالكم وجها لوجه، وقد أصبتم جنودنا بسلس البول وحمى الرعب، فرجاء سلمونا أسلحتكم، وأريحونا من وجودكم!!
بالمناسبة، لسنا وحدنا من يتضايق بوجودكم، ويرتعب من وجوهكم، بل أصدقاؤنا العرب المنافقون كذلك يرتعبون، وفناءكم ينتظرون ويرتقبون، عسى بسلم إذلالنا واستعبادنا لهم يهنؤون، ويمرحون !!
ولو تفضلتم، لا تسلمونا فقط القذائف والعبوات، رجاء سلمونا عقائدكم وعزائمكم، وعشقكم للشهادة، وعدم خوفكم من الموت!! ولو سلمتمونا هذه أولا، نكون ممتنين لكم !!
بالله عليكم، لماذا تصرون على إخراج أنظمتكم العربية من حظيرة صداقتنا و التطبيع معنا، وقد ألفوا سوق نخاستنا، ورضعوا سنين عددا ألبان استرقاقنا، فصاروا وكلاء أمناء لنا؟!
لماذا أنتم عنيدون مشاكسون هكذا؟ لا ينفع معكم قصف، ولا حصار، ولا تجويع، ولا أي شيء؟!
كونوا مسالمين وسلموا أسلحتكم، كونوا ظرفاء لطفاء وارفعوا الرايات البيض، بيض الله وجوهكم!!
لا تصدقوا من قال لكم: {ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة}، لا، لا، لن نميل عليكم ميلة واحدة، حاشا لله ومعاذ الله!!
قتلنا الأطفال والنساء،والصحفيين والأطباء، بل قتلنا الأنبياء، نعم. منعنا الماء والكهرباء والغذاء والدواء، نعم. نكثنا العهود والمواثيق، نعم. نحن “الشر المطلق”، أي والله. تجاوزنا في الهمجية والوحشية والفاشية والدناءة كل الحدود، أي نعم… لكن إن سلمتم سلاحكم سترون منا غير الذي كان، ألا فاستجيبوا وسترون ذلك بالعيان !!
لنكن معكم صرحاء فكونوا معنا ظرفاء، إن ما يدفع الغرب الصليبي وإيانا لإبادة الصادقين الخلص منكم – قبل مطامعنا التوسعية الإمبريالية- أنا نعلم أن لكم دينا يحمل عناصر قوته وجاذبيته في ذاته، فنخشى من بسط نفوذه عندكم، وتدفقه السلمي إلينا وإلى أجيالنا القادمة، فلا مناص لنا من إبادة الصادقين منكم، بدعم من المنافقين منكم.. عسى أن يهنأ لنا وجود صهيوصليبي، وعيش بهيمي غرائزي في غيابكم، ونأمن على بني جلدتنا -حالا ومآلا- من اعتناق دينكم !!
اسمعوا للعقلاء والحكماء منكم القائلون لكم: “تازة قبل غزة”، و”المقاومة إرهاب” و”عش ذليلا أفضل من أن تموت شهيدا” .. لا تعيروا سمعكم للقائلين: “إذا لم يكن من الموت بد# فمن العار أن تموت جبانا” ولا للقائلين باللسان الأمازيغي: “فلسطين أورا تنزا” او “غزة أورا تنزا”، او القائلين: “الصحراء مغربية وفلسطين القضية” لا تسمحوا لهم بالربط بين هذا وذاك، لا تسمحوا لهم بالربط بين “المغرب الأقصى” و”المسجد الأقصى”.
قولوا لهم: لا حارة لكم في فلسطين ولا باب، ولا علاقة لكم بصلاح الدين ولا بعمر بن الخطاب، فاتقوا ترامب يا أولي الألباب!!
لا تصدقوا المفكر والأكاديمي اليهودي فينكلشتاين، القائل: “الحق الوحيد الذي يملكه الإسرائيليون هو الحق في حزم أمتعتهم ومغادرة فلسطين”.
كم يؤلمنا يا عشاق الشهادة فعلا، قول نبيكم:
((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم))
((لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك))
رجاء أعيرونا مسامعكم وسلمونا عقائدكم قبل أسلحتكم !!