علمنا القرآن الكريم أن كل الطغاة الذين أهلكهم الله، أهلكهم وهم في قمة غطرستهم وعلوهم وجبروتهم،
فهذا فرعون لم يهلكه الله في لحظة ضعف، بل أهلكه وهو في أوج جبروته يقول: “أنا ربكم الأعلى”. كما أهلك النمرود وهو يقول: “أنا أحيي وأميت”، وأهلك عادا وهم يقولون: “من أشد منا قوة”، وقس على ذلك..
فكذلك سيهلك الله تعالى هذا الكيان المارق بما شاء وبمن شاء وكيف شاء ومتى شاء، وعساه يكون قريبا إن شاء الله تعالى.
علمنا القرآن أن لا نوالي أعداء الله عامة، فكيف بموالاة شرارهم وهم الصهاينة، على خير عباد الله في الوقت الحالي وهم أهل غزة الأبية، قال الله تعالى في سورة المائدة:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)}.
علمنا القرآن الكريم أن مجرد غفلة المجاهدين عن أسلحتهم في مواجهة عدوهم قد يكون سببا في القضاء عليهم، فما بالك أن يقبل المجاهد بنزع سلاحه وتسليمه، قال تعالى: {وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً}.
حروب “دولة الاحتلال” السابقة مع الدول العربية وجيوشها كانت تنتهي في ساعات أو أيام.. أما حربها الإجرامية الحالية على غزة بجغرافيتها الضيقة والمسطحة حيث لا جبال ولا هضاب ولا وديان ولا غابات، وبحصار شديد خانف، وقصف إبادة لا يتوقف من الجو والبحر والبر، فقد استمرت -مع ذلك- لمدة عامين متواصلة، بالليل والنهار، دون أن تحقق ولو هدفا واحدا من أهدافها المعلنة؛ حيث لم يستطع جيشها الفاشي المدعوم من الغرب والشرق القضاء على المقاومة، ولم يستطع تحرير ولو أسير واحد بالقوة. ألا يدل ذلك -وهذا أيضا مما تعلمناه من القرآن- على أن الله مع أهل غزة ومع رجال المقاومة، ولولا معيته سبحانه وتعالى لما تحقق لهم هذا الصمود الإعجازي الأسطوري، الذي لم يكن أحد ليصدقه لولا أن العالم كله يراه رأي العين؟!
أكيد أن الله معهم، وأن من حرم الظلم على نفسه وجعله بين عباده محرما لن يتخلى عنهم، وأنه سبحانه وتعالى يهيئ لهم أسباب التحرير ودحر المحتل، وفق سننه سبحانه وتعالى في الأنفس والمجتمعات{ ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا}، وكل آت قريب، {والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.