مع حلول الذكرى الثانية لمعركة “طوفان الأقصى”، ضجت منصات التواصل الاجتماعي في قطاع غزة بموجة من الذكريات والمشاعر المتباينة، إذ استعاد آلاف الغزيين تفاصيل الساعات الأولى التي عاشوها صبيحة السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حين نفّذت المقاومة الفلسطينية هجومها الواسع على مستوطنات غلاف غزة.
وامتلأت صفحات النشطاء بمقاطع مصوّرة وصور، بعضها يُنشر للمرة الأولى، توثق تلك اللحظات التي وصفت بـ”اليوم الفاصل” في تاريخ الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتنوّعت التفاعلات بين من احتفى بما رأى فيه تحولا كبيرا في معادلة القوة، وبين من استعاد مشاعر الفخر التي رافقت بداية العملية، فيما استخدمها آخرون مساحة لاستذكار الشهداء والمفقودين الذين غيّبتهم الحرب المستمرة منذ ذلك اليوم.
في المقابل، عبّر عدد من الغزيين عن مشاعر الخوف والإرهاق التي تلت ذلك اليوم، معتبرين أن السابع من أكتوبر شكل بداية لفصل جديد من المعاناة، وأن ما تلاه من دمار ونزوح ومجاعة أفقدهم الإحساس بالأمان والحياة الطبيعية، لكنهم أكدوا في الوقت ذاته أن ما واجهوه من مآسٍ لم ينل من صمودهم وإصرارهم على الثبات في أرضهم ومواصلة الحياة رغم الألم.
وفي الوقت ذاته، هيمنت مشاعر الغضب من استمرار الحرب والحصار على المشهد العام، حيث عبر كثيرون عن استيائهم من ما وصفوه بـ”تخاذل المجتمع الدولي” تجاه معاناة المدنيين في القطاع، الذين يواجهون منذ عامين أسوأ أزمة إنسانية في تاريخهم الحديث.
وترتكب قوات الاحتلال منذ 7 أكتوبر 2023، بدعم أميركي وغربي إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا واعتقالا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة أكثر من 237 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال.